العدد 13 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
فرض ضريبة بمقدار فلس واحد على كل دقيقة اتصال عبر الخلوي لغايات دعم الأعلاف أمر لا يخلو من فلسفة، فليس عبثاً على سبيل المثال أن الفلس لم يفرض على دقيقة الاتصال بالهاتف الثابت، وليس عبثاً أيضا وعلى سبيل مثال آخر غير المثال الأول، ان الفلس لم يضف الى فلسي الريف اللذين يفرضا على كل كيلوواط كهرباء ويحسبان ضمن الفاتورة الشهرية. في الواقع ان الضريبة على الكلام عبر الخلوي تعد من الضرائب التي لا تستحق التعاطف وبالتالي سوف لن تستدعي الكثير من الاحتجاج، فالكلام عبر الخلوي لا يزال يصنف في عداد ممارسات "الفَسَقْ" وهو بالمناسبة غير "الفِسْق" وإن كان أحدهما قد يحتوي على الآخر. فالأول أي "الفَسَق" يتحقق عندما يبذل الواحد منا جهدا او ينفق مالاً أو يقدم فكرة أو يباشر مشروعاً من دون اصرار على تحقيق هدف معين، وهذه الممارسة تسمى "فَسَقاً" ويسمى فاعلها "فَسْقاناً"، ولا يسمى "فاسقاً" كما في حالة من يمارس الصنف الثاني أي "الفِسْق". عموماً نحن لا نتعاطف مع "الفسقان" ولكننا أيضاً لا ندينه بشدة كما هو الحال مع "الفاسق"، وفي أغلب الحالات نحن لا نكترث لـ"الفسقان"، ومن هنا فإن المتوقع أن فلس دقيقة الخلوي لن ينال قدرا كبيرا من النقاش. وهذه الخطوة تأتي اعتمادا على أن "الفسقان" سوف لن يحتج على انفاق فلس إضافي. هذا هو الموقف المتوقع مع أن فرض فلس على دقيقة الخلوي ينتج عنه جباية أعلى من فرض فلس الريف الذي يدفع فقط من قبل أصحاب الاشتراك بخط الكهرباء أي من قبل الأسر، بينما نجد أن في كل أسرة العديد من خطوط الخلوي يتعين على كل منها أن يدفع فلسا عن كل دقيقة. في الفلوس عموماً هناك خطأ شبه شائع أن الفلس هو مجرد قطعة نقد نفسية، فالناس لا تستخدم قطعة الفلس حتى أنهم لم يروها بأعينهم رغم أنها موجودة فعلاً. والفلس الحقيقي هو عبارة عن قرص نحاسي صغير جدا ورقيق جداً وهزيل الى درجة لا يصلح الا لغايات المقارنة.. "قد الفلس" أو حتى "أصغر من الفلس". رغم هذه الوضعية الدونية للفلس فإننا نقول عمن يجمع الكثير من المال أن لديه الكثير من الفلوس أو أنه يملك فلوسا كثيرة، ولا نقول أن لدية دنانير كثيرة، كما نقول عمن يخسر أمواله أنه "أفلس" وأصبح "مفلساً" أو لم يعد لديه الكثير من الفلوس ولا نقول لم يعد لديه الكثير من الدنانير. |
|
|||||||||||||