العدد 13 - اقتصادي
 

حسن برواني*

يرجح أن تتابع أسعار النفط ارتفاعها أو على الأقل المحافظة على مستوياتها الحالية التي تصل 91 دولار للبرميل الواحد رغم قرب فصل الربيع وانحسار موجة البرد القارص التي عمت المنطقة العربية بخاصة دول الشرق الأوسط .

ففي الأشهر الماضية ازداد استهلاك المنتجات النفطية في منطقتنا العربية سيما لدى دول شرق البحر الأبيض المتوسط والدول الخليجية بنسبة خمسة بالمائة حسب تقرير صندوق النقد الدولي الذي صدر مؤخرا.

ويرى خبراء نفط أن أسباب هذه الزيادة تعود إلى ارتفاع مستوى المعيشة في الدول المذكورة، ودعم الحكومات الأسعار المحلية للمحروقات وبيعها بأسعار مدعومة ورخيصة نسبيا مما يزيد استهلاكها.

ويعود السبب الرئيسي في زيادة استهلاك هذه الدول للمحروقات إلى التوسع في استيراد الطاقة نتيجة التلكؤ في اتخاذ خطوات حقيقية في مجال تطوير برامج الطاقة البديلة سيما الطاقة الشمسية لتقليص استهلاك البترول الذي سينضب ذات يوم.

في الأردن ازداد استهلاك البنزين في عام 2007 بنسبة 155 بالمئة عما كان عليه في عام 2006. أما الغاز الطبيعي فقد ارتفعت مستوردات المملكة 23.4 بالمئة في عام 2007 عما كان عليه في العام الذي سبقه، بحسب الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة.

كذلك، ارتفعت مستوردات المملكة العام الماضي من النفط الخام 2.08 بالمئة بقيمة 1.46 مليار دينار (2.06 مليار دولار) في عام 2007 مقارنة ب1.43 مليار دينار في السنة التي سبقتها.

وبحسب رئيس المصرف التجاري العراقي حسين الأوزري فإن استيراد العراق من المشتقات النفطية وصلت 3 مليار دولار سنويا بعد أن كان العراق يصدر المحروقات للدول المجاورة كالأردن وتركيا قبل الحرب الأمريكية في عام 2003. العراق يستهلك الان حوالي 700 ألف برميل يوميا مشتقات نفطية بعد أن كان يستهلك فقط 450 ألف برميل قبل الحرب.

كما ارتفع استهلاك المحروقات في جميع دول الخليج من دون أستثناء ، لكنه سجل أعلى مستويات في المملكة العربية السعودية ، حيث أرتفع نحو 1.916 مليون برميل يوميا عام 2004 ليصل الى نحو 2.204 مليون برميل عام 2007 ، كذلك في أيران حيث أرتفع نحو 1.482 مليون برميل يوميا عام 2004 الى نحو 1.833 مليون برميل يوميا في عام 2007.

وقد نشرت منظمة ألأقطار العربية المصدرة للنفط (أوابك) مؤخرا معلومات مشابهة حول الزيادة الكبيرة لأستهلاك المحروقات في الدول العربية.

تقليص استهلاك الطاقة يحتاج إلى وضع قوانين تفرض تركيب منظومات الطاقة الشمسية على سطوح المنازل والعمارات السكنية في كل أرجاء البلاد وجعل ذلك شيئا ملزما على أصحاب المنازل والعمارات. أضافة الى إنشاء مصانع تبيع هذه المنظومات الشمسية بأسعار معقولة.

كذلك يجب على الدول العربية المنتجة للبترول استغلال الغاز المصاحب الذي ينبعث عند أستخراج النفط الخام من باطن الأرض بدلا من حرقة في الهواء كما تفعل الكثير من الدول الآن وأولها العراق. بحسب حسين الأزري» العراق يحرق ما قيمته 72 مليون دولار يوميا» من الغاز المصاحب من حقوله النفطية في الجنوب والشمال.

أيضا، يجب تطوير برامج إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة النووية السلمية وإنهاء الاعتماد على المشتقات النفطية لتشغيل محطات الكهرباء.

تخفيض قيمة الفاتورة النفطية يتطلب من الدول العربية بناء شبكات سكك حديدية بين المدن وقطارات المترو داخل المدن للتقنين استهلاك البنزين والديزل لتخفيف التلوث البيئي.

*كاتب متخصص في شؤون البترول

نتيجة إهمال البحث عن بدائل الطاقة: الاستهلاك العربي من المحروقات يرتفع برغم زيادة الأسعار
 
14-Feb-2008
 
العدد 13