العدد 2 - اعلامي
 

حتى الآن.. تقع المدونات على هامش الصحافة الإلكترونية الأردنية، وتكاد تكون معدومة، لكننا نجد مئات المدونات لمدونيين أردنيين في مواقع عربية مشهورة، كمواقع مكتوب وجيران والبوابة وغيرها.. ومن المدونات الأردنية الصرفة مدونة "جوردان ووتش".

وتمتاز المدونات الاردنية بغالبيتها بكونها مدونات لكتاب صحافيين ورؤساء تحرير، يعيدون نشر مقالاتهم فيها، ويشذ عن هذه القاعدة الزميلان باتر ووردم، الكاتب في صحيفة الدستور، والزميل محمد عمر رئيس تحرير موقع البوابة الإلكتروني.

وكلمة مدونة هي التعريب الأكثر قبولاً لكلمة blog الإنجليزية التي هي نحت من كلمتي web log بمعنى سجل الشبكة. والمدونة تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة شبكية Web تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة و مرتبة ترتيباً زمنياً تصاعدياً ينشر منها عدد محدد يتحكم فيه مدير/ناشر المدونة، كما يتضمن النظام آلية لأرشفة المدخلات القديمة "بحسب الموسوعة الحرة على الانترنت".

آلية النشر على الوب هذه تعزل المستخدم عن التعقيدات التقنية المرتبطة عادة بهذا الوسيط، أي الإنترنت، و تتيح لكل شخص أن ينشر كتابته بسهولة بالغة.

من وجهة نظر علم اجتماع الإنترنت ينظر إلى التدوين باعتباره وسيلة النشر للعامة التي أدت إلى زيادة دور الوب باعتبارها وسيلة للتعبير و التواصل أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونها وسيلة للنشر والدعاية والترويج للمشروعات والحملات المختلفة..

ويقدر عدد المدونات العربية باللغتين (العربية والإنجليزية) بنحو 80 ألف مدونة بحسب موقع (Technorati.com) تجدد مرة كل شهر على الأقل، والمدونات المصرية هي الأكثر عدداً منها (نحو 85 ألف مدونة) تليها السعودية (7-5 الف مدونة) اما المدونات الأردنية فيقدر عددها ب(2،000 مدونة). وهذا الرقم يعد متواضعاً، إذا ما قيس ب(80 مليون مدونة) في العالم.

والمدونات هي أشهر طرق التعبير التي سببت ازعاجاً للكثير من الحكومات، كمعظم تطبيقات الإنترنت، خصوصا العربية منها، نظراً لحريتها الواسعة ولكون المواقع عادة تعلن عدم مسؤوليتها عن ما ينشر من مدونات فيها، إضافة الى أن امكانية التدوين ليست محصورة ببلد معين. ويمكن أن يلتف المدونون وينشروا مدونتهم في مواقع "خارج الحدود".

غير أن كثيراً من المدونات تفتقر الى المصداقية، كما تتجاوز أحياناً الأعراف والأنظمة الأخلاقية المرعية، وتفتقر أيضاً للمهنية الصحافية أو للخطوط المتعارف عليها للأدب، ولعل مساحة الحرية التي تتيحها تغري أحياناً بالانفلات الذي لا حد له. خصوصاً وأن معظمها يكون باسماء مستعارة.

غير أن ذلك لا يعني أن التدوين، بشكل عام، على هذه الشاكلة.. فثمة مدونون أثروا في بلدانهم، وصار صوتهم مسموعاً حتى أكثر من الإعلام الرسمي.

مدونون بلا حدود – خالد أبو الخير
 
15-Nov-2007
 
العدد 2