العدد 12 - أردني | ||||||||||||||
خليل الخطيب
يقلّل رجال دين مسلمون ومسيحيون من أهمية جدال نشب الأسبوع الماضي حين احتج قاضي القضاة ومفتي القوات المسلحة ومفتي الأمن العام، على استخدام الأب نبيل حداد أحد المشاركين المسيحيين مفردات من الإنجيل بمعنى «أبناء الله» خلال مؤتمر: «التعايش بين الأديان.. وصنع السلام». الذي عقد في عمان في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر الماضي. ويتفّق رجال الدين الذين التقتهم «ے» على أن الاحتكاك «الهامشي» لم يتعد سوء فهم «ضخّمته وسائل إعلام وأخرجته عن سياقه». كان أحد المواقع الإلكترونية أورد الأسبوع قبل الماضي خبراً عن «خروج» قاضي القضاة أحمد هليل وعدد من رجال الدين الإسلامي من قاعة المؤتمر احتجاجاً على قيام الأب نبيل حدّاد باستخدام لازمة «أبناء الله» أمام الحضور. إلا أن عدداً من المشاركين نفوا واقعة «الانسحاب» مؤكدين أن الاحتجاج وقع داخل القاعة وأسفر عن «اعتذار» الأب حدّاد عن استخدام تلك المفردات. واعتبر المحتجّون حسب الموقع الإخباري «عمون» أن خطاب الأب حدّاد «خرج على أدبيات مؤتمرات الحوار والتقارب ويتناقض مع وحدانية الله المطلقة كما جاء في القرآن الكريم: «قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد». موقع «عمون» نشر الاحتكاك ف«انهالت» على الموقع – بحسب صاحبه سمير الحياري-: «تعليقات طائفية مسيئة جداً، لدرجة دفعتني كمسؤول عن الموقع إلى سحب تلك التعليقات». وسانده في هذا التوجه عدد من الزملاء، إذ وصف الزميل خالد محادين تلك التعليقات بأنها تنم عن الجهل وذلك في مقال نشره الموقع ذاته تحت عنوان «أغلقوا هذا الباب». النائب السابق عودة قواس (المقعد المسيحي/الثالثة عمان) يستبعد هكذا تعليقات عن أردنيين. ويقول قواس: «لا يمكن أن أتخيل تعليقات من مواطنين أردنيين تصب في اتجاه طائفي كهذا». وهو يرى أن هذه القضية لا تحتاج إلى «لملمة» استناداً إلى «خبرته الطويلة في حضور 30 مؤتمرا للحوار بين الأديان»، إذ «أن ثمة أدبيات تم ترسيخها في مؤتمرات كهذه على رأسها أن هذه اللقاءات ليست للتبشير أو للأسلمة فهي لقاءات للتقارب وليست أمور العقائد مجالا للبحث فيها». يتفق معه في الرأي رئيس مجلس النواب الأسبق القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي عبد اللطيف عربيات إذ يؤكد لـ«ے» «إن أي إنسان يمكنه أن يلاحظ اختفاء الحدود بين مسلمي الأردن ومسيحييه فنحن ، في هذا البلد ،مسيحيون ومسلمون، كلنا مواطنون» عربيات، أحد أقطاب جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، يرى أن الجدال الإلكتروني الذي أعقب الاحتكاك الهامشي «لم يكن يرتقي لفهم المشاركين في المؤتمر». ويؤكد:«الأردن دولة يحكمها دستور تنفذه مؤسسات. المسيحي والمسلم فيها مواطنان متساويان وحرية العقيدة مصانة ومحترمة». ويضيف: «نحن في هذا البلد لسنا بحاجة إلى إعادة تعريف. نحن - مسلمين ومسيحيين- نتعايش بمحبة وإخاء في ظل دولة يحكمها دستور، والتعليقات الطائفية ، إن صدرت، فلا يمكن أن تصدر إلا عن جاهل». الأب نبيل حدّاد يرسم جواً إيجابياً حول مجريات المؤتمر ونتائجه. ويقول حداد:«كانت الأجواء رائعة جداً وأخوية جداً بشهادة الضيوف من الداخل والخارج» معتبراً أن «نتائج المؤتمر وثماره جاءت لتخدم صورة السماحة والمودة في الإسلام والمسيحية». يتحدث الأب حداد عن أهمية «وثيقة التعايش التي صدرت عن المؤتمر: إننا - مسلمين ومسيحيين - مؤمنون بالله الواحد الأحد وأصحاب إرث في العيش المشترك في هذه المنطقة». كما أكدت الوثيقة على: «احترام الرسل والكتب المقدسة والنصوص الدينية كافة، وتحريم تدنيسها أو الإساءة إليها ومنع كل صور ذلك.» يشكل المسيحيون 3 بالمئة من عدد سكان الأردن المقدر رسمياً ب 5،8 ملايين نسمة. |
|
|||||||||||||