العدد 12 - دولي
 

الثلاثاء الماضي الاول من امس صوتت 24 ولاية أميركية للمرشحين للرئاسة عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في يوم عرف بأنه يوم “الثلاثاء الكبير”، و جرى فيه تحديد 60 في المئة من المندوبين. وما زالت النتائج النهائية قيد الإعداد في وقت عصيب، غير أن كثيراً من المعلومات والمؤشرات يمكن أن تسهم في رسم صورة ما عن سير الانتخابات.

في الجانب الديمقراطي يبدو الأمر وكأنه يتجه نحو تعادل بفارق ضئيل من الأصوات، فلا كلينتون ولا أوباما كان قادراً على إلحاق هزيمة واضحة بالآخر. فقد فازت كلينتون في الولايات الكبرى مثل كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرزي وماساتشوستس، وفاز أوباما في ما مجموعه 12 ولاية مقابل 7 لكلينتون. والنتيجة مأزق لكليهما – فيما يمضي المرشحان في اتجاه الشهر التالي من الانتخابات الأولية - بما في ذلك انتخابات يوم السبت الأولية في واشنطن العاصمة وكانساس ولويزيانا.

من الصعب الإفراط في تأكيد أنه: لم تكن هناك معركة انتخابات أولية بهذه الحدة خلال جيلين. وبالنسبة لحروب المال فقد حصل أوباما على نحو 32 مليون دولار في شهر كانون الثاني، في حين لم تحصل كلينتون سوى على 10 ملايين دولار، ما يعني أن أوباما سيوفر ما يلزم له من أموال للاستمرار في القتال وصولا إلى المؤتمر. ويبدو أن هناك احتمالا متزايدا بأن المندوبين الكبار سوف يحددون النتيجة في الجانب الجمهوري، ولأن زوج هيلاري رئيس سابق قوي النفوذ، فإن كلينتون ستكون الأكثر استفادة في هذا المجال.

في الجانب الجمهوري، أثبت ماكين أنه يتقدم بثبات واضح على ميت رومني، الذي ينتظر أن يخرج من السباق خلال الأيام المقبلة، فقد فاز ماكين في كاليفورنيا وإيلينوي ونيويورك ونيوجيرزي – وبذلك فقد حاز على ضعف العدد الإجمالي لمندوبي أي مرشح آخر. وقد لاحظ كثير من المدونين أن رومني قد أنفق نحو 1.4 مليون دولار عن كل مندوب كسب صوته- وهو عائد ضئيل بالنسبة لاستثمار قام به المدير السابق لصندوق للتبرعات. وعلى هذا المعدل، فإنه في حاجة إلى نحو 1.6 بليون دولار للفوز بالرئاسة.

وتكمن المفاجأة في من ما زال مستمراً في السباق. هناك حاكم أركنسو السابق مايك هوكابي، وهو واعظ مسيحي إنجيلي يخاطب قاعدة المحافظين الذين لايثقون في رؤية ماكين بما يتعلق بالضرائب، وخاصة في القضايا الاجتماعية المتعلقة بزواج المثليين وقضايا الهجرة. وقد فاز هوكابي في خمس ولايات جنوبية، ولكن نداءاته ليست على درجة من الانتشار على المستوى القومي بحيث يلحق بماكين. ومن المحتمل أن يفوز بترشيح الجمهوريين في أواسط شهر شباط.

ماذا بعد الثلاثاء الكبير؟
 
07-Feb-2008
 
العدد 12