العدد 12 - ثقافي
 

كارل ماركس

 

 

المؤلف: فرانسيس ويين

فورث استيت. 2007،

433 صفحة

 

لم يحضر جنازة كارل ماركس ودفنه، في «هاي غيت» في شمال لندن (1883) غير حفنة من رفاقه، وبعد مائة سنة من وفاته، كان سكان نصف المعمورة يخضعون لأنظمة حكم تتبنى الماركسية وتستهدي بها، ولم يحدث في التاريخ البشري منذ عهد المسيح أن مارس شخص مغمور فقير الحال مثل هذا التأثير المذهل على العالم.

ومن السهل على المرء، أن يتناسى أن ماركس كان إنساناً في المقام الأول والأخير، وذلك ما لم يقرّ به حواريوه وأعداؤه على حد سواء. ففي الاتحاد السوفييتي وضعه جوزيف ستالين موضع الآلهة، أما الغرب فاعتبروه مصدراً لكل الرذائل والشرور في العالم المعاصر. وفي سيرة الحياة التي يرويها هذا الكتاب يقدم المؤلف فرانسيس وين صورة لماركس الإنسان بكل ما تنطوي عليه هذه الكلمة من مواطن القوة والألمعية والضعف، فهو اليهودي البروسي الذي تنكر ليهوديته ليتحول إلى «جنتلمان» إنجليزي من الطبقة الوسطى؛ وهو الإهاجي الغاضب الذي قضى الجانب الأكبر من حياته باحثاً، ودارساً يعمل في صمت في قاعة المطالعة في المتحف البريطاني؛ وهو المضيف «العِشَري» المغرم بالقصف مع الأصدقاء مع أنه اختصم مع كثير منهم، وهو رب العائلة المخلص الذي أنجبت خادمته ولداً منه، وهو المفكر الموسوعي الثقافة المولع بالشراب والسيجار والنكات؛ وهو الإبن الضال الذي كتبت له أمه ذات يوم «ليتك تجمع بعض رأس المال بدلاً من أن تكتفي بالكتابة عنه»!.

يبرز كارل ماركس، في هذا الكتاب، إنساناً فردي النزعة، قد لا يقبل ناد من النوادي قبوله عضواً فيه، ومما يُروى عنه أنه رفض أن يكون رئيساً أو حتى عضواً في حزب فرنسي ادعى لنفسه الصبغة الماركسية، بقوله:«أنا، على الأقل، لست ماركسياً».

الاستبعاد الاجتماعي: محاولة للفهم

 

تحرير: جون هيلز، جوليان لوغران، دافيد بياشو

ترجمة وتقديم: محمد الجوهري

عالم المعرفة أكتوبر 2007، 423 صفحة

 

موضوع الاستبعاد الاجتماعي، الذي هو نقيض الاندماج أو الاستيعاب، موضوع حيوي وكاشف لطبيعة البنية الاجتماعية في أي مجتمع. فالاستبعاد ليس أمراً شخصياً، ولا راجعاً إلى تدني القدرات الفردية فقط بقدر ما هو حصاد بنية اجتماعية معينة ورؤى محددة ومؤشر على أداء هذه البنية لوظائفها. وهو ليس موقفاً سياسياً فقط، ولا طبقياً.. إلخ، ولكنه جماع كل ذلك. وهو ليس شأن الفقراء وحدهم، ولا همّ الأغنياء وحدهم، وإنما هو مشكلة الجميع، وليس أمامهم سوى تقليل الاستبعاد وتعظيم الاندماج وتحقيق الاستيعاب أي: المواطنة الحقّة.

ومع أن الكتاب يوضح مراراً أن الاستبعاد الاجتماعي ظاهرة متميزة عن الفقر، ومتميزة كذلك عن عدم المساواة الاقتصادية، إلا أنه ينبهنا بكل الوضوح إلى الرابطة بين الدخل والاستبعاد الاجتماعي، لأنها رابطة ليست مباشرة وبادية للعيان، ولكنها تنشأ عبر معايشة مصير مشترك، من خلال المشاركة في المؤسسات ذات الطابع العام.

وهذا الفهم للاستبعاد الاجتماعي يؤكده ويقيم الدليل عليه الكتاب الذي بين يدي القارئ، إذ يتناول الاستبعاد بوصفه حرماناً مستمراً وليس شأناً عارضاً، وبوصفه أزمة متعددة الأبعاد والمكونات تنطوي على: حرمان من المشاركة في مجالات العمل والإنتاج، ومن الاستهلاك الحقيقي الذي تتطلع إليه الكثرة، ومن المشاركة في الاهتمام بالشأن العام (أو الممارسة السياسية اليومية)، وأخيراً من كثير من عمليات التفاعل الاجتماعي.

كـــتـــــــب
 
07-Feb-2008
 
العدد 12