العدد 12 - أردني
 

في “علم التشبيح والزعرنة”، تسمى الضربة التي تعرض لها زميلنا جميل النمري “تَعْليمَة” ويقول فاعلها عن ضحيته: “علّمته” أو “علّمت عليه”.

“التعليمة”، هي ضربة خفيفة بمشرط أو بشفرة أو سكين صغيرة حادة على الوجه بالذات لكي تبقى كعلامة يتذكرها الطرفان، وهو ما يقتضي الإتقان الشديد من قبل “المعلم” بحيث لا تصل الضربة الى المناطق الحساسة كالأوردة مثلاً، لأن المقصود فيها هو فقط إحداث “علامة” ومن هنا أتت التسمية. وبهذا قد تكون التعليمة خاتمة للصراع بين الخصوم، ولكنها قد تعتبر في حالات أخرى مرحلة أولى في إدارة الصراع تليها مراحل أخرى تعتمد على تطورات الموقف بين الطرفين.

من حيث الشكل تعتبر “التعليمة” التي جرت للزميل النمري نموذجية، حتى مع الأخذ بالاعتبار أن الزميل كما قال تلافى أن تكون الضربة أشد مما حصل، ولكن كما أشير سابقاً فإن “التعليمة” المتقنة لا تتعدى من حيث النتائج الشكلية ما حصل فعلاً.

لكن من حيث الجوهر، فإن تعليمة النمري ناقصة كثيراً، فمن يقوم بالتعليمة لا يخفي شخصيته عادة، وحتى إذا تم تكليف شخص آخر بالقيام بالتعليمة نيابة عن “المعلم” الحقيقي، فإن هذا الأخير يكون معروفاً، وهو عندما يكلف أحداً من جماعته بالقيام بالتعليمة، فذلك ليس لغايات الإخفاء بقدر ما يكون لغايات الترفع عن التعليم بيديه، لكنه في كل الحالات لا يخفي شخصيته.

في حالة زميلنا النمري، فإن من قام بالتعليمة ومن خطط لها وأدارها لم يكن “شبّيحاً” أو “أزعراً” بالمعنى النموذجي، وأغلب الظن أنه حتى هذه لم يتقنها.

«تعليمة» لجميل النمري
 
07-Feb-2008
 
العدد 12