العدد 12 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
من يطلع على أكثر من صحيفة واحدة، وخاصة من يطلع على جميع الصحف، يلاحظ أن صور الحسناوات من فنانات وعارضات أزياء وملكات جمال وخلافه تحتل موقعاً مهماً على الصفحات الرئيسية، وخاصة الصفحة الأخيرة أو الصفحات الأخيرة، وذلك بعد أن أصبح للصحيفة الواحدة أكثر من صفحة أخيرة واحدة منذ أن أخذت الصحف تصدر في أكثر من جزء. وضع الصور تلك على الصفحات الأخيرة ينسجم تماماً مع سيكلوجيا القارئ المحترف الذي بعد أن يمسك صحيفته بين يديه يبادر فوراً الى “بطحها” على ظهرها مبتدئاً القراءة من الصفحة الأخيرة، ولهذا بالذات -بالمناسبة- يتنافس الكتاب بهدف جعل مقالاتهم على تلك الصفحات.
المعارضة لا تفسد للجمال قضية
من غير المعروف بالطبع، إن كان وضع مقالة الكاتب بجانب صورة إحدى الحسناوات سيعتبر “مَجْلَبة” للقراء أم “مَهرَبة” لهم، لأن ذلك، على الأغلب، سيعتمد على موقف القارئ أو “المتفرج” في هذه الحالة بعد أن يلقي نظرة على المادتين الصحفيتين (الصورة والمقال)، وحينها قد يقول: “لنرَ ماذا يقول هذا الذي استحق الوجود بجانب هذه الحسناء”، ولكنه أيضا قد يقول: “كيف لمن يرى هذا الوجه أن يقرأ المقالات”. الملاحظ أن الزملاء العاملين في الصحف المشرفين على الصفحات الأخيرة، يختارون نفس الصور لتزين صحفهم، وهذه الصور مصدرها، في العادة، وكالات الأنباء، وربما يتفاجأ القارئ أن الاختيارات الموحدة لا تعود لقلة عدد الصور، فالاختيارات كثيرة، وهو ما يدل على وحدة الموقف النسائي أو “الجمالي” للعاملين في الصحف بغض النظر عن اختلاف التوجهات السياسية لصحفهم، بل بغض النظر عن الاختلافات بين توجهات العاملين أنفسهم، فالواحد منهم قد يكون معارضاً للحكومة مثلاً، ولكنه يختار نفس الصورة التي اختارها زميله الموالي في الصحيفة الزميلة. إن الزملاء في الصحف كلهم موالون للجميلات، ولا يشترط أن يكون الاختلاف بين المعارض والموالي شاملاً للموقف من الجميلات.. |
|
|||||||||||||