العدد 2 - اقليمي | ||||||||||||||
بعد أن نجح مسلسل "الملك فاروق" في عرض صورة مشرقة لملك مصر، يرسم الكاتب الأميركي ويليام ستادين صورة أخرى لما يعتبره فسادا للملك وإسرافا في ملذاته وانشغاله عن الشعب، وذلك في كتابه الجديد "فاروق ملك مصر.. حياة لاهية وموت مأساوي".
ويقول ستادين في الكتاب إن العام الذي سبق الإطاحة بالملك فاروق شهد تغيير الحكومة بضع مرات، فيما كان الملك منغمسا في الحفلات والسهر وفي بذخه وإسرافه على ملذاته وأهوائه، حيث زادت ثروته مما يعتبره استغلالا للنفوذ على 140 مليون دولار أميركي إضافة إلى آلاف الأفدنة.
ويقع الكتاب الذي ترجمه الكاتب المصري أحمد هريدي في 383 صفحة كبيرة القطع وصدر بالقاهرة. وبه ملحق يضم عشرات الصور لفاروق صبيا وشابا وملكا. كما يضم الكتاب ملحقا بمقالات ودراسات لمؤرخين ونقاد تناولوا عصر فاروق بالمقارنة بين ما قالوا إنه الحقيقة التاريخية والمسلسل التلفزيوني.
ويقول هريدي في المقدمة إن سيرة فاروق مثلت للمؤلف ستادين تحديا لأن الملك لم يكتب يوميات طوال حياته ونادرا ما كان يكتب خطابا. وصديقه الوحيد كان الإيطالي أنطونيو بولي وهو كهربائي القصر قليل الثقافة والمعرفة. كما كان القريبون منه هم حرسه الألبان وجميعهم رحلوا ولم يتركوا مذكرات.
ويضيف أن المؤلف توصل إلى ملامح صورة أقرب إلى الحقيقة لفاروق الإنسان الملك اعتمادا على التقارير الدبلوماسية البريطانية والأميركية التي تناولت بعض شؤون فاروق كما التقى بمعارف الملك وبعضهم أرستقراطيون وعشيقات وأثرياء أصبحوا فقراء وفقراء أصبحوا أثرياء.
ويسجل المؤلف أن فاروق في يوم حريق القاهرة، تقدم 600 مدعو إلى مائدة عامرة احتفالا بمولد ابنه أحمد فؤاد. وقبل أيام من قيام الثورة توجه فاروق إلى مدينة الإسكندرية الساحلية ومعه 200 من أفراد الحاشية ليدير شؤون البلاد من قصري رأس التين والمنتزه.
ويتابع أن الملك الذي كان عليه أن ينزع فتيل الانفجار في البلاد، انشغل بزوجته وابنه. ويقول إن فاروق كان عنوانا لعصر الاستهلاك حيث كان يمتلك 200 سيارة. وفي سبيل إنقاص وزنه اتبع نظاما غذائيا يزوده ببروتين خال من الدهون واستورد بالطائرة المحار البحري من الدانمارك.
ويذكر الكتاب أن الغضب تصاعد نهاية عصر فاروق وتمثل في إحساس الطلبة والأحرار بالذل والمهانة لهزيمتهم أمام إسرائيل في حرب عام 1948 وكانوا يلومون الملك على هزيمتهم لأنه "باعهم لتجار حرب زودوهم بأسلحة فاسدة كانت السبب في خسارتهم".
وأضاف أن قليلين فهموا كيف انتهت قصة الحب بين فاروق وزوجته الأولى فريدة إلى دخوله سلسلة علاقات متصلة لا تنتهي مع أميرات وروائيات وممثلات وراقصات، لكنهم لم يفهموا كيف استقر على الزواج من ناريمان الشابة التي قابلها في متجر للمجوهرات. وفسر ستادين زواج فاروق من ناريمان بأنه محاولة للتقرب إلى الشعب.
ويضيف أن مجموعتين من الناس لم تعجبا بفاروق هما تنظيم الضباط
الأحرار ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وأن الرئيس الأميركي
الأسبق تيودور روزفلت سخط على فاروق بسبب تغييره للحكومات في فترة قصيرة.
ويقول ستادين إن خطأ فاروق تمثل في عدم تقديره الصحيح لمقدرة الفلاحين المصريين على الحركة التي انتهت بالثورة عليه. ويضيف أن فاروق خرج فجر يوم 21 تموز/يوليو 1952 بسيارته المرسيدس من قصر المنتزه في جولات انتهت بمائدة القمار في نادي السيارات الملكي.
وجاءته مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء حسين سري يحذره فيها من انقلاب وشيك. وخيره بين تعيين اللواء محمد نجيب وزيرا للحربية أو القبض عليه مع بقية "الضباط المتآمرين"، فطلب الملك من رئيس الوزراء أن يقرأ عليه أسماءهم وهوياتهم ثم ضحك في استهزاء وعاد إلى مائدة القمار.
رويترز |
|
|||||||||||||