العدد 78 - رزنامه
 

السجل - خاص

تواصل مصممة المجوهرات والحلي لمى حوراني مسيرتها الإبداعية المتجددة في هذا المجال، عبر إطلاق مجموعتها من الحلي لربيع وصيف 2009، تحت عنوان «مذكرات الصحراء».

المجموعة المعروضة على غاليري رؤى، تشتمل على أربع مجموعات، جاءت الأولى باسم «أغنية شرقية»، وفيها دمجت القطعُ بين الروح العربية ومكونات جنوب شرق آسيا التي يكثر في جبالها الحجر الكريم «الجييد»، وعليه خطت لمى نقوشاً حُفرت بطريقة يدوية، مضيفةً له الرموز المستوحاة من حضارات متنوعة، أو من أشكال تستعيد فكرة التعاويذ التي منها ما يجلب السعادة أو الحظ والثروة، ومنها ما يدرأ الحسد والشر، مثل: السمكة، والشجرة والتفاحة والسلحفاة وحذوة الحصان. وقد طَعَّمَت لمى مصاغاتها، إضافة للأحجار الكريمة، بالفضة والعقيق - جوهرة الصحراء الأثيرة.

وباستعمال تقنية أكسدة المعدن من الفضة والذهب، أنجزت لمى مجموعتها الثاني «المفاتيح» المستوحاة تصاميمها من شكل المفتاح ودلالاته التي تشير إلى الانفراج والحرية واستعادة البيت المغتصَب. ثمة قطع جاءت على شكل مفتاح قديم ذي مسننات بارزة وحادة ومقبض دائري مفرغ من الداخل، وبعضها جاء على شكل مفتاح حديث مسنناته رقيقة ومقبضه دائري فيه ثقب صغير. تميزت تصاميم هذه المجموعة بالمزج بين شكل المفتاح القديم وبين شكله الحديث، مع إبراز شكل القفل والفتحة المناسبة لحجم المفتاح، كذلك تألقت هذه المجموعة بألوانها المعتّقة التي منحتها إياها عملية الأكسدة.

أما المجموعة الثالثة فهي «المجموعة الهندسية» التي يمكن وصفها بأنها أكثر المجموعات المعروضة حيوية وعصرية، وفيها استثمرت لمى أشكال: الكرة والمكعب والأسطوانة والقرص والدائرة، وعمدت إلى توزيعها على مساحات السلسال بحيث تتشابك حيناً لتتشكل القطعة الواحدة من أكثر من شكل هندسي، أو تتجاور القطع وتتراصّ جنباً إلى جنب وفق شكل هندسي عام أُنجز من أحجار كريمة أو غير كريمة.

تُواصل لمى في مجموعتها الرابعة دمج القديم بالمعاصر بطريقة جذابة، من خلال تصاميم مستمَدّة من شكل العملات المعدنية القديمة؛ الرومانية أو البيزنطية، وقد زيّنت لمى هذه القطع بالنقوش التي تذكّر بالكتابات التي وُجدت على جدران الكهوف القديمة. كما صممت الفنانة عملةً خاصة تذكّر بالقروش الفلسطينية أو النبطية والرومانية القديمة، التي لا يحدها من الخارج شكلٌ منتظم، بل تتعرج حوافُّها الخارجية صعوداً وهبوطاً تروم أن تكون دائرة متسقة تماماً، غير أنها ليست كذلك.

استخدمت حوراني في معرضها بالإضافة إلى الجييد، حجارة: التورمالين والجمشت والعقيق الأحمر والفيروز واللؤلؤ والكوارتز والجزع واليشب، ودمجتها بتصاميم تحاور فيها الطبيعة الصحراوية بألوانها المتدرجة من البني الفاتح إلى الغامق الحاد، وكأنما تروي حكاية هذا المكان ممتد الآفاق، منذ غابر الأزمان.

لمى حوراني تسرد عبر الحليّ “مذكرات الصحراء”
 
28-May-2009
 
العدد 78