العدد 78 - كاتب / قارئ
 

ما زالت المرأة رغم جميع دعاوى التحرر وحركات الإصلاح تعاني من الظلم والجور مع اختلاف النسب في تجليات هذا الظلم ومسمياته. وما زال مجتمعنا ذكوري التوجه والهوى يحنّ إلى ماضيه التقليدي الذي يسيطر فيه رب الأسرة على كيانها، وإليه تعود كلمة الفصل والوصل.

الشواهد على ذلك كثيرة، وتتجلى في نواحي الحياة المختلفة، بما يؤكد عجز المشاريع الموجهة لتحرير المرأة في فهم عقلية المجتمع وتحديد أولوياته بما يتناسب مع طبيعته، لا بما يتناسب مع طبيعة مجتمعات طاولت في تقدمها السحاب، يتم تطبيق قوانينها في مجتمعات تعاني من الأمية والجهل والقبلية.. بما يعزز الشرخ بين القانون المخطوط على الورق، وبين تطبيق القانون على أرض الواقع.

لعل هذا هو سر العقم المزمن الذي يحول دون ولادة حقيقية لإصلاح في مجال قضايا المرأة، ينشلها من مأساتها، ويؤكد حريتها وكينونتها المستقلة.

يلحّ على البال في هذا السياق، ما أكدتاه الباحثتان سهام ملكاوي وحِذام قدورة، بفصل خاص عن المرأة العمّانية، تضمّنه كتابهما «أنطولوجيا عمّان الروح والجسد» الصادر عن أمانة عمّان الكبرى 2008، من أن المرأة التي انخرطت في سوق العمل، كنتاج لحركات طالبت بتحرير المرأة ومنحها المكتسبات نفسها التي تتمتع بها المرأة الغربية، بات عليها أن تؤدي دورين شاقَّين، فهي مطالَبة بكل واجبات المرأة الشرقية داخل بيتها وأسرتها، ومطالَبة أيضاً بالقيام بعملها خارج المنزل بجدارة واقتدار، وهي فوق هذا لا تمتلك استقلالها الاقتصادي، إذ غالباً ما يتحكم الرجل بمال المرأة كحق مكتسب له، وهو ما زال يرتب أولوياتها بطريقة مزاجية تؤدي دوماً إلى النتائج المُرْضية له، لا المنصفة لها.

هديل أحمد

المرأة والدور الشاق
 
28-May-2009
 
العدد 78