العدد 78 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
حلم الوحدة عزيز وغالٍ على قلب كل عربي من المحيط للخليج، ومفهوم «الانفصال» جارح وصادم ويحمل أسوأ الكوابيس في ذاكرتنا منذ انفصال «الجمهورية العربية المتحدة»، بين مصر وسورية في بداية الستينيات من القرن العشرين، وما زالت شعوبنا تدفع فاتورة تداعياتها، ومنها هزيمة 1967 ونتائجها في القدس وفلسطين ولبنان والجولان وسيناء. ندعو أهلنا في موطننا الأول (جزيرة العرب)، واليمن جنة عدن فيه، تحريم وتجريم حل الخلافات بـ«التهديد والوعيد والضرب بيد من حديد»، فالوحدة خدمة ومنعة ورفاهية، وهي تكريم لشهداء الأمة وتضحياتها. وحل المظالم وإعادة الحقوق إلى أهلها يتم في إطار مظلة الوحدة بالوعي والتسامح وبـ«الحكمة اليمانية» والصبر الجميل لنتائج الحرب الأهلية، وما أفرزته من تعديات وتجاوزات وأخطاء وخطايا بإغلاق قاموس الاتهامات المتبادلة ولغة العمالة والتخوين، فالحاضر والمستقبل يُبنيان على الرضا والقبول، وليس على إحساس بـ«الغلبة والقهر»، فالذي يحفظ الوحدة في قلوب مواطنيها وعقولهم هو احترام حرياتهم وكراماتهم وحقوقهم المتساوية في دولة المؤسسات وسيادة القانون. الوحدة ليست أغاني تُطرب ولا استعراضات فقط، بل إنجازات وقناعات يكون الكل رابح وراضٍ بنتيجة الوحدة فيها، ولا يعيبنا استعادة تجربة نجاح «الوحدة الألمانية» بعد 45 عاماً من الانفصال القسري بين معسكرين، ما يستحق النظر والأخذ في الحسبان. هنا يذكر المرء قولاً للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، للمستضعفين من قومه قبل خمسة عشر قرناً: «في الحبشة ملك لا يُظلم عنده أحد، فاذهبوا إليه». فهل كثير علينا أن نحلم بوحدة عربية قادرة على حماية حدودها وحقوق مواطنيها وكرامتهم، ولا يُظلم فيها أحد، وتبقى منارة إشعاع في يمن السعادة والخير؟. محمد الحسنات |
|
|||||||||||||