العدد 78 - ثقافي
 

نضال برقان

بوصفها حدثاً ثقافياً وفكرياً وسياسياً، تشكل انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين المزمع إجراؤها في السادس والعشرين من حزيران/يونيو المقبل، فرصة لقراءة اتجاهات المشهد الثقافي الأردني الراهن، وربما فضاءاته المستقبلية كذلك.

الكُتَل التي أعلنت مشاركتها رسميا في الانتخابات تمثل اتجاهات نقابية وفكرية رئيسية لجل أعضاء الرابطة الذين بلغ عددهم نحو700 عضو، وهي: التجمع الثقافي الديمقراطي، تيار القدس، الائتلاف الثقافي، وتيار الاتجاه القومي.

كعادتها في الدورات الماضية، تنحصر الانتخابات في واقع الأمر، بين الكتلتين الرئيستين في الرابطة، وهما: «التجمع» برئاسة الروائي جمال ناجي، و«القدس» برئاسة القاص سعود قبيلات، في حين «يناور» الائتلاف الديمقراطي برئاسة الشاعر محمد مقدادي، وتيار الاتجاه القومي الذي تتحدث بلسانه الأديبة إنصاف قلعجي، مع كلّ من «التجمع» أو «القدس»، لنيل عدد من المقاعد في الهيئة الإدارية.

«تيار القدس» كان أعلن عن تشكيل هيئة استشارية عليا له ضمت: بهجت أبو غربية، ضافي الجمعاني، مسلّم بسيسو، صبحي غوشة، وهدان عويس، غيداء درويش، يعقوب زيادين، هاشم ياغي، هشام غصيب، ناجي علوش، منير شفيق، محمد الحموري، فخري قعوار، مي صايغ، خالد رمضان، وليد سيف، عبد الرحيم ملحس، عبد الرحمن ياغي وإسماعيل عبد الرحمن.

من جهته، أعلن «التجمع» تشكيل مجلس استشاري له يضم: محمود عيسى موسى، مفيد نحلة، إحسان رمزي، عبد الفتاح النجار، سليمان نصيرات، عبد الهادي النشاش، سلطان القسوس، محمود فضيل التل، محمد عطيات، سليمان قوابعة، أمين يوسف عودة، يوسف الحوراني، موسى حوامدة، صبحي فحماوي، خالد محمد صالح، أحمد أبو اصبيح، وحيد علي السمير، رياض ياسين، أحمد الكواملة، عطية عبدالله عطية، زهير توفيق، راضي صدوق، محمد سلام جميعان، ومنيرة القهوجي.

على صعيد «انتخابات حزيران»، رشح «تيار القدس» قبيلات (الرئيس الحالي للرابطة) لمنصب الرئيس مرة أخرى، كما رشح لإشغال مقاعد الهيئة الإدارية: هدى فاخوري، يوسف عبد العزيز، عليان عليان، جعفر العقيلي، حكمت النوايسة، مؤيد العتيلي، مها العتوم، عبد الناصر رزق، زياد العناني، عبد السلام صالح، زهير أبو شايب، موفق محادين، نزيه أبو نضال، هاشم غرايبة، ومحمد عبيد الله.

أما «التجمع»، فقد رشح الناقد فخري صالح لمنصب الرئيس، ورشح لإشغال مقاعد الهيئة الإدارية: سعد الدين شاهين، ، غسان عبد الخالق، سليمان الأزرعي، جمال القيسي، صبحي فحماوي، سامية العطعوط،، سليمان نصيرات، موسى حوامدة، ناصر شبانة، سلطان القسوس، زياد أبو لبن، محمد إبراهيم لافي، ومحمد سلام جميعان.

قائمة «القدس» لم تسجل غياباً واضحاً لأيّ من أبرز أعضاء التيار، في حين سجلت قائمة «التجمع» غياباً لافتاً لرئيسه السابق أحمد ماضي، وهو ما يعزز ما رشح من أخبار تؤكد استقالته من «التجمع»، الأمر الذي يحرص أعضاء «التجمع» على نفيه، خشية أن تكون له آثار سلبية على صعيد الانتخابات.

يبدو أن حال «التجمع» لا يختلف كثيرا عن حال «القدس» على صعيد تكرار أسماء المرشحين، فأغلب الأسماء المرشحة تكررت في دورات سابقة في التيارين، ما يؤشر إلى تمسك الطرفين بالأسماء المؤهلة «منطقياً وحسابياً» للنجاح، على حساب الرهان على أسماء جديدة لم تجرَّب انتخابياً.

أرضية انتخابية

«تيار القدس» الذي يعرّف نفسه، كما جاء في لائحة نظامه، بأنه «تيار وطني عروبي ديمقراطي، يمثل ألوان الطيف الثقافي والإبداعي الملتزم ببرنامج التيار»، يخوض الدورة الانتخابية المقبلة تحت عنوانين رئيسيين، كما جاء في برنامجه: التجديد الديمقراطي لأداء الرابطة وهيكلها من جهة، وثقافة المقاومة من جهة ثانية.

مما جاء في البيان أن تيار القدس «تميّز منذ تأسيسه، بالحرص على التوازن بين المستوى الإبداعي والمعرفي، وبين الدفاع عن قضايا الكتّاب وحرية التعبير، وبين موقفه الراديكالي ضد التطبيع الثقافي وأوهام التسوية والاتفاقيات والمعاهدات مع العدو الصهيوني».

في حين يراهن «التجمع» بحسب «ميثاقه»، على إيمانه بـ«الديمقراطيّة، واستقلاليته تمام الاستقلال عن أيّ مؤسسة رسمية داخل الأردن أو في محيطه، واحترامه الأحزاب لإسهامها الديمقراطي، ونبذه التعصّب أو التمييز: دينياً، إقليمياً، طائفياً، جهوياً، فئوياً، أو جنسوياً»، مؤكداً أنه «تجمع يعتز بأردنيّته، وانتمائه القوميّ، ودفاعه عن قضايا الأمّة: في فلسطين والعراق ولبنان، ويناهض التطبيع، ويقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم».

اتهامات متبادلة

لعل أبرز ما يمكن الوقوف عليه في انتخابات هذه الدورة، هو خروج الحملة الانتخابية من دائرة الرهان على البرامج الانتخابية إلى فضاء الاتهامات المباشرة وغير المباشرة، بهدف تقليل كل طرف من شأن الطرف الآخر.

رئيس «تيار القدس» سعود قبيلات يذهب إلى اتهام الإدارة السابقة (التي كانت من نصيب «التجمع») بـ«الانحياز إلى الحكومة في معركتها ضد النقابات المهنية»، مؤكداً قيامه خلال فترة رئاسته، بإعادة «الرابطة إلى دورها ومكانتها في مجمع النقابات المهنية وفي مجلس النقباء»، ما يؤشر إلى اتهام مبطن لـ«التجمع» بالتفريط بدور الرابطة. وهي تصريحات دفعت «التجمع» الرد على التصريحات المنسوبة لقبيلات أو «اتهاماته» بحسب «التجمع». وجاء في تصريح لأمين الثقافة والإعلام في «التجمع» غسان عبد الخالق: «بخصوص اتهام التجمع بالارتماء في أحضان الحكومة فهو اتهام يوحي بأن كتلة القدس بعيدة عنها، مع أن كتلة القدس استأثرت وما زالت تستأثر بدعم حكومي مادي ومعنوي غير مسبوق».

«تيار القدس» ردّ من جانبه على تصريح عبدالخالق من خلال بيان لناطقه الإعلامي جعفر العقيلي، جاء فيه: «توقف رئيس الرابطة عند واقعة بعينها، وقال إن الهيئة الإدارية السابقة انحازت إلى إحدى الحكومات مغرّدةً خارج سرب النقابات، عندما شنّت تلك الحكومة حرباً على النقابات، وأبدت نيتها في تغيير قوانينها بحيث تصبح مقيّدة. وهذا ليس سراً، بل هو منشور في وسائل الإعلام، ويعرفه الجميع. وليس في حديث رئيس الرابطة افتئات على الحقيقة».

في الوقت الذي أعلن فيه «التجمع» عن تحفظه «الشديد على فتح باب العضوية على مصراعيه خلال الدورة الحالية» وذلك لأن «عدد المقبولين من الأعضاء الجدد في أيٍّ من الدورات السابقة لم يتجاوز 35 عضواً، في حين أن عدد المقبولين في هذه الدورة ناهز 125 عضوا جديداً، .. ما يستدعي المبادرة إلى حماية الرابطة من خلال محاسبة المسؤولين عن بلوغ المقبولين الجدد نسبة 17 في المئة من العدد الإجمالي لأعضاء رابطة الكتاب، وهو ما لم يحدث في أي إطار نقابـي ثقافي وطني أو عالمي» بحسب البيان، ردّ «تيار القدس» على «الاتهامات» بالإشارة إلى أن «عدد المقبولين لهذه الدورة، زهاء 80 عضواً من بين زهاء 250 شخصاً قدموا طلبات عضوية للرابطة هذه الدورة (ومدتها سنتان اثنتان)، وبعضهم جرى ترحيله من الدورة السابقة. بمعنى أن نسبة المقبولين زهاء 30 في المئة من العدد الإجمالي للمتقدمين للعضوية. وهي نسبة طبيعية. وأقل بكثير من نسبة مقبولين في دوراتٍ كان التجمع يتولى زمام الرابطة فيها».

معركة الانتخابات في الرابطة ما زالت في بداياتها، وثمة خشية من أن تطال الجانب الشخصي للمرشحين، استجابةً لإغراء الوصول إلى أحد مقاعد الإدارة. وفي الأفق حديث عن قائمة موحّدة يجري الاتفاق عليها، برئيس توافقي، أو عبر تداول الرئاسة، لكن يبدو أنه أمر لن يتحقق في ضوء تجارب سابقة، كشفت أن الجميع يتحدثون عن قائمة موحّدة، لكن أحداً من بينهم لا يرغب بها في حقيقة الأمر، ولا يسعى إليها.

“كُتّاب رابطيون” يحشدون لـ“انتخابات حزيران”: أربعة اتجاهات تتنازع أحد عشر مقعداً..
 
28-May-2009
 
العدد 78