العدد 78 - اعلامي
 

جهاد عواد

دأبت يوميات منذ حين على تخصيص زاوية بعناوين مختلفة تحمل الهدف ذاته، والمضامين نفسها، وتنبئ عن أمر ما لا ترغب الصحيفة في التعامل معه كخبر متكامل.

المواد التي تنشر في تلك الزوايا، هي مواجيز صغيرة من الأخبار، وهي أقرب الى أخبار غير مكتملة، يتم تقديمها للقارئ بمادتها الأولية. في الأغلب لكن ليس دائماً فإن هذه الأخبار موثوقة، لكنها لا تحمل مفهوم الخبر الصحفي المتعارف عليه، الذي يقوم على مصدر، وبداية ونهاية، ويجيب عن الأسئلة الخمسة المتعارف عليها في عالم الصحافة وهي: متى، أين، لماذا، كيف، وماذا؟.

تصنف تلك الأخبار بأنها الأكثر قراءة في الصحف، وتحمل بعض الأحيان مضمون الإشاعة،، والخبر غير الموثق في أحيان أخرى.

تلك الزوايا في صحف يومية حملت وتحمل أسماء مختلفة، وإن كانت المسميات تشير إلى معنى واحد، أو تدور في زوايا ذلك المعنى، فاستنبطت «العرب اليوم» لزاويتها التي خصصتها لهذا الأمر اسم «كواليس» فكانت الأسبق بين اليوميات الناطقة بالعربية، التي قدمت بانتظام ركناً يحمل أخباراً صغيرةهي في بعض الأحيان «سرية» لا يراد الكشف عنها.، الصحيفة الناطقة بالإنجليزية «الجوردان تايمز»، سبقت زميلاتها العربية وخصصت زاوية لهذا الغرض أطلقت عليها اسم «حراك المجتمع».

بعد «العرب اليوم» جاءت «الرأي» بعد أن تسلم الزميل جورج حواتمة دفتها قبل نحو 5 أعوام، والذي يعود له فضل ابتكار «حراك المجتمع» في «الجوردان تايمز»، واستنبطت زاوية مشابهة لكواليس «العرب اليوم»، أطلقت عليها اسم «العمود الثامن». غاب ذلك العمود عندما أخلى حواتمة موقعه، ليعود بعد سنوات وقبل عدة أشهر، باسم جديد وبالمعنى ذاته «عين الرأي».

ما بين عمود «الرأي» الثامن، وعينها، استحدثت «الدستور» زاوية بالمضمون ذاته حملت اسم «نوافذ»، وبعد تسلم الزميل محمد حسن التل رئاسة تحريرها، تم تغيير الاسم إلى «السنارة»، بالمحتوى عينه.

عندما تسلم الزميل جورج حواتمة رئاسة تحرير «الغد» قبل ما يربو عن عام ونصف العام، أعاد التجربة من جديد من خلال ابتكار زاوية مشابهة في الصحيفة باسم «زواريب»، التي استمرت في الظهور بعد إخلاء حواتمة لموقعه وتعيين الزميل موسى برهومة في موقع رئاسة التحرير..

حواتمة الذي يعود له فضل تأطير مثل تلك الزوايا المقروءة في ثلاث صحف يومية هي: «الرأي»،«الجوردان تايمز» و«الغد»، أراد التأسيس لزواريب «الغد» بمقالة قال فيها: «من خلال تجربتي الخاصة مع «العمود الثامن» في «الرأي» في النصف الأول من هذا العقد ومع عمود «حراك المجتمع» في «جوردان تايمز» لسنين طويلة قبلها، أستطيع أن أؤكد لكم بأن «زواريب» الغد ستكون مفيدة وممتعة ومشوقة، سيعطيها قارئنا منفعة الشك، خصوصاً أن الأردنيين عامة، من خلال معرفتي بهم وعنهم، مهتمون بالقراءات السريعة المشوقة التي تختصر المضامين الطويلة بجمل قصيرة،وتوصل الرسائل بأقل عدد من الكلمات».

كلام حواتمة الذي عبّر عنه بمقالة نشرها في الصحيفة، كان الوحيد الذي ناقش وضع تلك الزوايا في الصحف اليومية، وصادر عن رئيس تحرير صحيفة يومية، وكان بمثابة تأطير لمثل تلك الزوايا، ومحاكاة لزوايا مشابهة في صحف عالمية مثل: «الواشنطن بوست»، و«النيويوك تايمز».

صحيفة «السبيل» المقربة من حزب جبهة العمل الإسلامي اعتمدت الأمر ذاته، عندما تحولت إلى يومية من خلال زاوية أطلقت عليها «أسرار وخفايا»، كانت استمراراً لزاوية مشابهة في الصحيفة إبان كانت أسبوعية، ولا تختلف مواد «السبيل» عن مواد صحف يومية أخرى من حيث طبيعة الخبر.

ولعله من المفيد التأشير أن المواد التي يتم نشرها في تلك الزوايا، لا يتم استقاؤها من صحفي واحد، كما لا يقوم محرر واحد، على الأغلب، بكتابتها، وإنما يتم تجميعها من الصحفيين الذين يجولون يوميا على مناطق مختلفة، خدمية،حكومية،، أهلية، نقابية، وحزبية، ورغم ذلك، فإن هيئة تحرير الصحيفة ورئيس تحريرها، يحرصان على مطالعة ما يتم انتقاؤه للنشر في تلك الزوايا، وإجازة ما يريدونه منها.

محتوى «أشباه الإخبار» التي يتم نشرها في اليوميات يختلف باختلاف اليومية التي تصدر بها هذه الزاوية أو تلك، وطريقة معالجتها للقضايا المطروحة، فغالباً ما تكون المواضيع التي يتم التطرق إليها في «كواليس العرب اليوم» و«زواريب الغد» و«أسرار السبيل»، مختلفة عن تلك التي تنظرها «عين الرأي»، أو التي تلتقطها «سنارة الدستور».

يقول صحفي في صحيفة يومية آثر عدم نشر اسمه، وكان مسؤولاً خلال سنوات عن تحرير مثل تلك الأخبار «أحيانا تريد الصحيفة تنفيس خبر معين ورد إليها وقياس ردود الفعل حوله، وتجميع أكبر قدر من المعلومات بشأنه، في ظل افتقاد معلومة معينة، فتقوم الصحيفة ببث ذلك الخبر من خلال تلك الزاوية، ويمكن متابعته في اليوم التالي، بمعنى ان يكون شبه الخبر بمثابة بالون اختبار من قبل الصحيفة».

يصنف بعض ما يتم نشره في تلك الزاوية بالجرأة أحياناً، والمناكفة أحياناً أخرى، وفي هذا يقول الصحفي عينه إن «مادة تم نشرها في صحيفة يومية، أثارت عتباً حكومياً كبيراً على إدارة تلك الصحيفة استمر عدة أشهر».

لذلك فان المواصفات التي تضعها إدارة تحرير الصحف اليومية للمواد المنشورة في تلك الزوايا تختلف باختلاف إدارة التحرير، ولهذا توصف زوايا من هذا القبيل في صحف يومية بأنها أقوى من مثيلتها في صحف أخرى، وبخاصة أنها تجد متابعة وقراءة من قراء وسياسيين وحكوميين ورجالات دولة ورجال أعمال.

لا مكان ثابتاً لتلك الزوايا في اليوميات، باستثناء «العرب اليوم» التي أفردت لكواليسها الصفحة الأخيرة من الجزء الثاني، فيما تحرص باقي الصحف ان تكون تلك الزاوية في الصفحات الثلاث الأولى من الصحيفة.

أخبار أغلبها موثوق وبعضها يعزز شائعات يوميات تتنافس على الأسرار ومعلومات الكواليس
 
28-May-2009
 
العدد 78