العدد 78 - الملف | ||||||||||||||
رداد القلاب عاش رجالات الطفيلة حياتهم بين مرافقة الملوك والأمراء وارتداء البزة العسكرية، والالتحاق بالأحزاب والعمل السياسي. شاب في حي الطفايلة يشبه مسيرة رجالات محافظته بجغرافيا الطفيلة، مشيرا إلى أن الطفيلة تبدأ من الحمامات المعدنية في الوديان السحيقة وتعانق قممها عنان السماء، «كل رجالات الطفيلة خرجوا وارتقوا في مواقع العلم والعسكرية والسياسة انطلاقا من بطون الوديان» كما يقول الشاب.
فرحان شبيلات خلال حياته السياسية الطويلة، التي أمضاها بين المعارضة وتقلد المناصب الحكومية، شغل فرحان الشبيلات منصب سفير المملكة في الهند 1947 – 1949، ثم رئيسا للديوان الملكي 1950، وعضو مجلس الوصاية 1952 – 1953، ووزير دفاع في حكومة هزاع المجالي في 1955، وأمين العاصمة عمان وسفير المملكة في تونس. ومن المعروف عن فرحان الشبيلات أنه كان مع الوحدة الهاشمية العراقية إبان الحكم الملكي في العراق وتحت قيادة عراقية، بحسب الكاتب موفق محادين. بحسب ابنه، السياسي المعارض ليث الشبيلات، فإن توفيق أبو الهدى عرض على الشبيلات تولي مناصب وزارية أكثر من مرة، ولكنه كان في كل مرة يرفض تولي الوزارة. وبحسب ليث الشبيلات، فإن أبو الهدى عرض الوزارة على والده لأول مرة في إثناء تولي الشبيلات منصب رئيس الديوان الملكي، وذلك لاحتوائه والسيطرة على الديوان بالإضافة إلى الحكومة. ووفقا لزياد أبو غنيمة، فإن فرحان الشبيلات الهلالات الجوابرة، تميز بعلاقة فاترة مع رئيس وزراء الأردن توفيق أبو الهدى التاجي الفاروقي طوال فترات وزاراته الاثنتي عشرة، وهي علاقة كانت تنحو إلى التوتر أحيانا، بسبب ما كان الشبيلات يأخذه على أبو الهدى من ضعف في مواجهة تدخل السفير البريطاني في الشأن الأردني الداخلي في تلك المرحلة. وفي أحدى محاولاته تلك عرض عليه منصبا وزاريا في إحدى حكوماته، ولكن الشبيلات رفض عرض الرئيس أبو الهدى، فأصدر أبو الهدى أمرا بنفي الشبيلات إلى مسقط رأسه، الطفيلة، لعدة أشهر، ثم جاءت حكومة صدقي القاسم، فألغت قرار النفي وعينت فرحان الشبيلات أمينا للعاصمة. ولما عاد أبو الهدى على رأس الحكومة من جديد أصدر قرارا جديدا بفصل الشبيلات من أمانة العاصمة مرتين خلال 1952- 1953، فأقام الشبيلات دعوى أمام محكمة العدل، وكانت برئاسة القاضي علي مسمار، فحكمت المحكمة بفسخ قرار رئيس الوزراء توفيق أبو الهدى. لكن أبو الهدى عاد ليصدر أمرا بفصله من جديد، وعادت محكمة العدل لتفسخ قرار رئيس الحكومة مرة أخرى، حتى حلت وزارة أبو الهدى وخلفتها حكومة سعيد المفتي التي شارك فيها الشبيلات وزيرا للدفاع 1945، ثم وزيرا للدفاع في حكومة هزاع المجالي لعدة أيام العام 1955. ويؤكد شبيلات الابن أن والده استقال من العمل العام، بينما كان يشغل منصب سفير في ألمانيا بسبب خلافة مع الحكومة الأردنية آنذاك في التعاطي مع أحداث أيلول 1970 وانتقل للعيش في تونس، وتوفي هناك.
صالح العوران ولد الباشا صالح ذياب عبد الرحمن العوران، في محافظة الطفيلة العام 1897، وهو ابن الزعيم ذياب العوران. لم تسنح له الفرصة للتعليم الكامل ولكنه درس لمراحل ما دون الدراسة الجامعية بحسب أصغر أبنائه، وزير التنمية السياسية الأسبق محمد، الذي يقول إن والده كان من الزعماء المحنكين سياسيا. شغل العوران مقعد نائب في المجلس التشريعي 5 مرات عن لواء الجنوب (معان، الطفيلة، الكرك)، فقد احتل المقعد منذ أول مجلس تشريعي عام 1929 حتى العام 1947، ثم نائبا عن لواء الطفيلة منذ عام 1947 حتى وفاته في 1955. وهو عضو اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشعب الأردني في آب/أغسطس 1933 . أصغر أبناء صالح العوران، هو ابنه محمد الذي ولد في الطفيلة عام 1947، وأكمل دراسة الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، وعمل طبيبا في وزارة الصحة. وعلى الصعيد السياسي، هو أمين عام حزب الأرض العربية، وعنه خاض الانتخابات ليمثل الطفيلة بين العامين 1997 – 2002. وانتخب نقيبا للأطباء 2002 – 2004. وفي العام 2007، عين وزيرا للتنمية السياسية.
شوكت السبول شوكت رزق عبد الرحمن السبول مواليد الطفيلة 3 كانون أول/ ديسمبر 1921. نال مترك الثالث الإعدادي 1940 – 1941 وعمل معلما في الطفيلة 1941 – 1943 ثم مراقبا للمطبوعات ومدققا للحسابات، وفي العام 1944 غادر إلى القاهرة ليحصل على الثانوية العامة من مدرسة السعدية، قبل أن ينتقل إلى دراسة الطب في بغداد 1945، حيث درس ثلاث سنوات، لكنه لم يكمل دراسته بسبب تردي الوضع المادي لأبيه. العام 1947 عمل في شركة بترول العراق قبل أن يدخل مرشحا عسكريا ما بين 1947 – 1950، ويذهب إلى بريطانيا لدراسة الهندسة الكهربائية. نال عدة أوسمة من خدمته العسكرية حتى تقاعده برتبة عميد ركن في 3 آب 1973 ثم عمل في شركة الفوسفات ومدير لشركة مصانع الاسمنت في الفترة 1975 -1985. اعتقل سبول بتهمة الانتماء إلى حركة الضباط الأحرار الأردنيين بين عامي 1957 – 1961، وبحسب ابنه فراس فان التهمة تمت خلال مناورة عسكرية تم نقلها بصورة خاطئة إلى القيادة العليا. ويذكر فراس أن المرحوم زيد بن شاكر تحدث إليه وهو في بيروت حيث غادر بعد الإفراج عنه ليعمل مديرا عاما لشركة الملاحة العربية، وقال له: «سيدنا يريدك ترجع للخدمة وتستلم سلاح الهندسة» وهو ما حدث. وكان تنظيم الضباط الأحرار تأسس في خمسينيات القرن العشرين (1952) نتيجة لحماستهم وسعيهم لمواجهة أحكام المعاهدة الأردنية البريطانية التي بموجبها كان الجيش العربي تحت السيطرة الانجليزية. وبحسب والدة فراس، فان والده كان يجتمع مع رفاقه السابقين من الضباط الأحرار بعد عودته للخدمة ومن بينهم: جعفر الشامي وشاهر أبو شاحوط الذي يقيم بجوارنا، ومعن أبو نوار و نذير رشيد. في الأول من آذار/مارس 1992 قرر شوكت السبول إنهاء حياته بإطلاق رصاصة على رأسه «حتى لا يقوم على خدمته أحد إثناء مرضه بالسرطان».
|
|
|||||||||||||