العدد 78 - الملف | ||||||||||||||
رائد عواد يتأمل محمد، الطالب بكلية الهندسة في جامعة الطفيلة، تجربة والده الجامعية التي كان يسرد له فصولا منها قبل أن يصبح هو نفسه طالبا جامعيا؛ السفر إلى عمان من الطفيلة، وما كانت تحمله من صعوبات ستبقى في ذاكرة والده الطبيب، مصدر إلهام لمحمد أثناء تحصيله العلمي. “الحال الآن تغير تماما”، يقول محمد ذو العشرين ربيعا، فجامعة الطفيلة التقنية، أضحت على بعد كيلومترات قليلة من وسط المدينة، وغدت مقصداً لكثير من شبابها الراغبين في استكمال دراستهم الجامعية. تأسست جامعة الطفيلة التقنية بإرادة ملكية العام 2005 لتكون خلفاً لكلية الطفيلة للمهن الهندسية، التي كانت ألحقت بجامعة البلقاء التطبيقية العام 1997. يبلغ عدد طلبة الجامعة نحو أربعة آلاف طالب، نصفهم تقريبا من محافظة الطفيلة، ونصفهم الآخر من محافظات المملكة الأخرى، وهم يتلقون علومهم في 6 كليات تُدرِّس 37 تخصصاً، وتتركز في الهندسة والتخصصات التقنية. ويشير المساعفة إلى تفرد الجامعة بعدد من التخصصات في مجالات هندسة الميكانيكا والجيولوجيا، وتخصص تكنولوجيا الكيمياء. وتعتزم الجامعة فتح كلية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال الفترة المقبلة. يرى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وليد المعاني، أن الجامعات عموماً، ومن ضمنها جامعة الطفيلة التقنية، هي التي «تنشئ المدن»، مستذكراً العديد من المدن الهامشية التي أضحت عالمية ومشهورة بجامعاتها، مثل مدينة بوسطن الأميركية التي تضم في جنابتها أكثر من خمسين جامعة مختلفة خرَّجت العديد من عباقرة العالم. رئيس الجامعة بالوكالة، يعقوب المساعفة، ينتقل من التعميم إلى التخصيص، مشيرا إلى أن جامعة الطفيلة التقنية، أحدثت بعض التغيير على المستويين الثقافي والاجتماعي لدى أهالي مدينة الطفيلة، لكنه شدّد على حاجة الجامعة إلى المزيد من الوقت لكي يكون التغيير عميقاً، «فلم يمض على تأسيس الجامعة أكثر من أربع سنوات»، كما يقول. وأشار إلى أن الجامعة أوفدت عددا من طلبة الجامعة لنيل الشهادات العلمية العليا. وقدّر عدد الموفدين بنحو 61 موفداً، أي بنسبة 50 في المئة من أبناء المحافظة. وبحسب المساعفة فإن ابتعاث الجامعة لعدد من أبناء المحافظة لنيل شهادة الماجستير أو الدكتوراه من جامعات غربية عريقة يعد «استثماراً بشرياً مهماً». النائب عن محافظة الطفيلة، إنصاف الخوالدة، ترى أن تأثير الجامعة تنموياً واقتصادياً في أهالي المحافظة ما زال محدوداً. إلا أن الخوالدة، عضو لجنة التربية في مجلس النواب، توقعت أن تشهد الفترة المقبلة مزيداًَ من تقدم الجامعة نحو مزيد من الحراك الثقافي والاجتماعي، والسياسي، وحتى الاقتصادي. الخوالدة لاحظت عزوف بعض الطلبة من خارج العاصمة عن الدراسة في الجامعة، «نظراً لتفضيلهم جامعات قريبة من عمان، ولعدم قناعتهم بمستوى الجامعة الأكاديمي». المساعفة أكد وجود دور للجامعة في إيجاد نوع من الحراك الثقافي والاجتماعي، لكنه شدّد على أهمية استمرارية ذلك خلال السنوات المقبلة. غير أن عددا من الطلبة التقتهم «السجل» عبروا عن وجهة نظر تشير، في النهاية، إلى وجود صعوبات في التواصل مع المجتمع المحلي للطفيلة. صالح الهويمل، الطالب في تخصص تكنولوجيا الكيمياء، يشكو من تدني بنية الجامعة التحتية، واستحضر مثالا على ذلك بعملية تسجيل المواد الجامعية التي تتم بطريقة تقليدية، وذلك بخلاف الجامعات الرسمية الأخرى التي تتم عملية تسجيل المواد فيها إلكترونياً. كما يشكو الهويمل، القادم من الكرك، من افتقار الجامعة لأي أماكن ترفيه أو متنزهات في محيط الجامعة. الطالب الهويمل، أشار في حديثه إلى الارتفاع الكبير في أسعار الشقق السكنية المستأجرة قياساً بمستوى الخدمات المقدمة للطلبة داخل المحافظة نفسها. وأضاف أن أسعار الشقق زادت على 250 ديناراً شهرياً، فضلاً عن أن أصحاب الشقق يشترطون عدداً محدداً من الطلبة لاستئجارها. الطالب محمد الحميدي، كان الوحيد الذي قال إن جامعة الطفيلة قدمت له «ثقافة جديدة»، وحين سألته «السجل» عن ماهية هذه الثقافة اكتفى بالقول إن الجامعة مكنته من «التعرف على كثير من الأفكار والعادات الجديدة». وذكر الهويمل بحقيقة عدم وجود رئاسة للجامعة حالياً، «ما أثر في نفسية الطلبة» كما أكد، مشيرا إلى أن عدم اهتمام المسؤولين بتعيين رئيس جديد للجامعة، قد غدا محل تندر واسع داخل أروقتها. ومعروف أن المساعفة، يتولى رئاسة الجامعة بالوكالة منذ استقالة رئيسها السابق محمد أبو قديس قبل نحو شهرين. |
|
|||||||||||||