العدد 78 - الملف
 

ابراهيم قبيلات

«آثار الطفيلة حكايات تاريخية غير مكتملة لافتقادها التوثيق والتنقيب الوافي فضلا عن التعديات عليها، وافتقارها إلى متحف أثري»، هكذا يصف عبد الله الرواشدة، أحد سكان الطفيلة، الآثار العديدة التي تتناثر على أرض المحافظة الجنوبية، من دون أن يضمها متحف واحد. من أبرز هذه الآثار:

قلعة الطفيلة

زائر مدينة الطفيلة يلفت نظره فيها مشهد «قلعة الطفيلة» التي اعتلت التلة الشمالية الغربية للمدينة، بأعمدتها الصخرية الضخمة المزينة بالرسومات، وبنائها ذي الشكل المربع، وبوابتها الرئيسية.

تلك القلعة بنيت على أسس وقواعد تعود للفترة الآدومية، بحسب مدير أثار الطفيلة جهاد درويش، لكنه، أي درويش، أكد لـ«ے» أنه لم يعثر على أية كتابات أو دلائل تشير إلى تاريخ محدد لهذا البناء. وقد استخدم القلعة حصنا عسكريا خلال الفترة العثمانية، وملجأ في الحرب العالمية الأولى.

قلعة الحسا

إلى الشمال من مدينة الطفيلة بحوالي 60 كم، تنهض قلعة الحسا التي بناها السلطان العثماني مصطفى الثاني (1757 - 1774)، لتخدم حجاج بيت الله الحرام. ويتخذ البناء المكون من طابقين شكلاً مربعاً، ويحتوي عدة غرف وساحة وبئر ماء وأدراج ومسجد.

ذريح

تبعد آثار ذريح 25 كم شمال الطفيلة، وتحديدا على اللسان الشرقي لوادي اللعبان المحاذي للطريق الملوكي. يعود أصل التسمية «الذريح» إلى الأضرحة الكثيرة التي اكتشفتها في العام 1984، بعثة أثرية فرنسية.

خربة التنور

تقوم خربة التنور على رأس قمة عالية مطلة على وادي الحسا، على بعد 25 كم إلى الشمال الشرقي من الطفيلة، نقب فيها عالم الآثار نلسون جلوك العام 1937، ما أدى إلى اكتشاف مجموعة من التماثيل التي نقلت إلى متاحف الولايات المتحدة الأميركية باستثناء تمثال أترغات الموجود في متحف الآثار الأردني في عمان.

غرندل

عرف موقع آثار غرندل باسم «أرنديلا» في الفترة الرومانية، ومن ثم عرف بـ أرديلا في الفترة البيزنطية، قبل أن يستقر على غرندل في الفترة الإسلامية، وفيه معبد وكنيسة بيزنطية بأرضيات فسيفسائية ملونة ذات أشكال هندسية.

كنيسة الرشادية

على الطريق الملوكي الواصل إلى البتراء والعقبة، تتربع كنيسة الرشادية، ذات الأرضيات الفسيفسائية لتؤرخ لحضارة البيزنطيين. اكتشفت هذه الكنيسة العام 2002، حيث قامت دائرة الآثار العامة بترميم أجزاء كبيرة منها. ويصنف المخطط المعماري للكنيسة ضمن طراز البازيلكا، حيث تتكون من قاعة تنقسم إلى أجزاء ثلاثة، هي: الرواق الأوسط، والرواق الشمالي والرواق الجنوبي.

علي الهواملة، طالب دكتوراه تخصص أثار وسياحة يشير إلى التعديات الكثيرة التي تتعرض لها آثار الطفيلة الملقاة على قارعة الطريق. «مثل تلك التعديات»، يضيف الهواملة، «غالباً ما يتسبب فيها الحراس أنفسهم»، في إشارة منه إلى «عدم كفاية الراتب الذي يتقاضاه الحارس، والذي لا يتجاوز 105 دنانير شهريا»، فضلا عن قلة عدد الحراس، فهنالك 26 حارساً، مطلوب منهم حراسة تلك الثروة الكبيرة من المواقع الأثرية، كما يؤكد.

آثار الطفيلة: درر منثورة على قارعة الطريق
 
28-May-2009
 
العدد 78