العدد 78 - أردني
 

تستعد «السجل» لبدء مرحلة جديدة في مسيرتها بالانتقال للصدور بصيغة مجلة، وذلك بعد 78 عدداً من الصدور الأسبوعي في صيغة تَجْمَع بين الصحيفة والمجلة.

لا تكتم «السجل» قراءها بأن الطموح لإصدار مجلة، قد راود القائمين عليها وهيئة تحريرها، منذ بدء الاستعدادات لصدورها ومع صدور عددها الأول في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر 2007. غير أن ظروفاً وعوامل مختلفة زكّت الصدور في الصيغة التي هي بين يدي القراء والأصدقاء.

وفي وقت لقيت فيه «السجل» أكثر مما توقع المؤسسون، وهيئة التحرير من الثناء على تجربتها، وتقدير ما تميزت به وأضافته إلى الحياة الإعلامية، من طرف سياسيين كثر، ومن نواب وأعيان، ومن زملاء صحفيين وأكاديميين ومثقفين وناشطين اجتماعيين، فإن هذه المطبوعة عانت في الوقت نفسه من صعوبات التسويق ومن كلفة النفقات التشغيلية للإصدار، وهي صعوبات موضوعية تتعلق بواقع التنافس وازدحام السوق بمطبوعات محلية وخارجية، وما يوفره الإنترنت من خدمات مجانية للمتصفحين.

مع هذه الصعوبات الموضوعية، فإن الأمانة تقتضي الجهر بأن التجربة المتميزة في التحرير وفي الإخراج الفني لهذه المطبوعة، نالت من الثناء الغامر ما أخجل تواضعنا.

لقد تمكنت «السجل» بفضل الجهد الإداري، وتعاون الأصدقاء، وإقبال المحبين، ومواكبة الزملاء الأعزاء في الصحف اليومية، من تسجيل رقم مميز في حجم الاشتراكات فاق الألفي اشتراك. وهو رقم ضئيل بالمقاييس المطلقة، لكنه رقم مقبول نسبياً لمطبوعة جادة حديثة العهد تصدر أسبوعياً.

وكما أن الحياة تحفل بالمفارقات، كذلك فإن الحياة الإعلامية لا تخلو منها. فالصعوبات المالية التي واجهت «السجل»، باتت تسمح لها بحسم خيارها للانتقال إلى صيغة المجلة الملونة، القابلة لاحتفاظ القارئ بها ومرافقته في حلّه وترحاله. وتلك مفارقة ليست سيئة.

القارئ الأردني افتقد، على الدوام، إلى مجلة سياسية، رغم مبادرات سابقة على مدى عقود أصابت بعض النجاح، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، مجلات: «الاثنين»، «الرقيب»، «حول العالم»، «الأفق»، «الرائد العربي»، «المشرق الإعلامي».. لكنها لم تلبث أن توقفت في ريعان شبابها، ولم تجد من يلتفت لتراثها، ويُغْنيه ويطوّره بخوض تجربة جديدة.

بقرب صدور «السجل» مجلة سياسية ومنوعة، فسوف تحافظ هذه المطبوعة على خطها التنويري، وعلى رؤيتها النقدية لمظاهر الحياة العامة، وقبل ذلك ستراهن مجدداً على استقلاليتها عن الحكومات والأحزاب والجماعات الأهلية، لكنها ستشدد على انتمائها للوطن ومصالحه العليا، ومصالح البناة والمنتجين والشركاء في الخدمة العامة وتطوير مقدرات البلد في سائر مواقعهم، ونصرة المهمشين من فقراء ونساء وأطفال وذوي احتياجات خاصة، ومواكبة طموح الأجيال الشابة لأردن عصري مزدهر لكل أبنائه.

لن تتخلى مجلة «السجل» عن الرصانة التي طبعت مسيرتها، لن تخرج من جلدها.. غير أنها سوف تسعى لرشاقة أكبر في الإخراج واختيار الموضوعات وتحريرها. ومحاولة الوصول إلى معادلة ذهبية في المواءمة بين الجدية والجاذبية. ويصحّ في هذا المجال الاستنتاج أن السجل الفتية مع صدورها مجلةً في بحر تموز/يوليو المقبل، سوف يتجدد شبابها وتخاطب أوسع شرائح القراء.

مع الثقة بأن من منحوها ثقتهم منذ البدء، سوف يجدون ما يحملهم على تجديد هذه الثقة الغالية، وإدامتها نحو الصيغة العصرية الجديدة التي نتطلع أن تلبّي بعضاً من طموح قارئها قبل أن تستجيب لتطلعات مؤسسيها وهيئة تحريرها.

ومع توقفها المؤقت تتطلّع السجل إلى لقاء قريب مع قرائها عبر مجلة «ے» المتجددة.

السّجل

بعد أكثر من 18 شهراً على الصدور الأسبوعي “السّجل” مجلة ابتداء من تموز المقبل
 
28-May-2009
 
العدد 78