العدد 77 - احتباس حراري | ||||||||||||||
حذّرت مجموعة من العلماء من أن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض يمثل «أعظم تهديد صحي في القرن الواحد والعشرين». التنبيه يأتي في سياق سلسلة من التقارير تعكس عمق الأزمة البيئة التي يواجهها كوكب الأرض، وهو الأول من نوعه الذي يركز على دور السلطات الصحية، حول العالم، في تخفيف وطأة الظاهرة. وقال المتخصص بصحة الطفل، ومدير «معهد الصحة الدولية» بجامعة لندن، أنطوني كاستيلو: «ما من هيئة، وعلى المستوى الدولي، سيتسنى لها التعامل بفعالية في الوصول إلى حلول لمشكلة معقدة كهذه». وأضاف في التقرير الذي أُعِدّ بالتعاون مع دورية «لانسيت» الطبية وجامعة لندن: «هذا تهديد عاجل وخطير ومهمَل، ويتطلب استجابات غير مسبوقة من حكومات ومنظمات دولية». تستند تكهنات التقرير إلى ارتفاع معدلات الحرارة في كوكب الأرض ما بين 2 و6 درجات مئوية على مدى القرن المقبل، إلا أن السيناريوهات تتركز على ارتفاع قدره 4 درجات، وفق مارك ماسلين، مدير المعهد البيئي بجامعة لندن. العواقب الصحية الوخيمة لذلك الارتفاع، تتضمن تحرك الأمراض المستوطنة في أماكن دافئة، كحمّى الضنك والملاريا، نحو الشمال، واتساع رقعة تفشّيها جراء ارتفاع درجات الحرارة. وتوقّع التقرير أن موجات الحر الشديد ستفتك بالمزيد من البشر في المزيد من مناطق العالم. كانت موجة الحر التي اجتاحت أوروبا العام 2003 أدّت إلى مصرع أكثر من 70 ألف شخص، فضلا عن تراجع المحاصيل، ما سيتسبب في المزيد من الاضطرابات في أمن الغذاء، في عالم ينام فيه 800 مليون شخص وهم جوعى يومياً. التقرير يتوقع تراجع معدلات المياه وزيادة معدلات سوء التغذية، إضافة إلى ازدياد المشاكل الصحية، كما أن الفيضانات الناجمة عن التغير في نمط هطول الأمطار وذوبان المناطق الجليدية، ستصيب أنظمة الصرف الصحي بالخلل، مما سيرفع حالات الإصابة ببعض الأمراض مثل الإسهال، وسيدفع المزيد من سكان المدن للعيش في مناطق عشوائية، ما يعني افتقاد أنظمة الصرف الصحي المناسبة، والتعرض لسوء الأحوال الجوية. يُذكر أن الكرة الأرضية تعيش حالياً الكثير من التبدلات المناخية، بسبب ارتفاع مستويات التلوث التي تسببت بظاهرة الاحتباس الحراري، ما أدى إلى تغيرات تطال مسار العواصف وكميات الأمطار، إلى جانب بدء ذوبان الجليد في القطب الشمالي والمناطق الجبلية. |
|
|||||||||||||