العدد 77 - احتباس حراري
 

قال عالم أميركي إن المخاوف حيال ظاهرة الاحتباس الحراري «مبالَغ فيها» إلى درجة كبيرة، وإن الإجراءات التي يعكف البيت الأبيض على إعدادها لاعتماد مقاربة «خضراء» في قضايا البيئة والغازات الضارة «مكلفة وغير مجْدية على أرض الواقع.»

ويرى جون كريستي، مدير برنامج مركز «نظام الأرض» في جامعة ألباما الأميركية، أن البيانات التي حصل عليها العلماء في الأعوام الأخيرة، التي تُظهر ارتفاعاً مطّرداً لدرجات الحرارة، هي، في واقع الأمر، غير دقيقة، وقد تشوهت بسبب تأثيرات بناء المدن والتوسع العمراني.

ويؤكد كريستي أن منتقدي أبحاثه لا يسعهم اتهامه بالعمل لصالح شركات السيارات أو النفط، كما يتهمون سواه من العلماء الذين يعترضون على الضجة المثارة حيال تبدلات المناخ، مشدداً على أنه لم يتلقَّ طوال حياته المهنية أيَّ مبالغ لتمويل أبحاثه، إلا من إدارة البحار والمناخ الحكومية الأميركية.

ويقول كريستي إن المعلومات التي سجلها العلماء حول ارتفاع حرارة سطح الأرض غير دقيقة، لأنها لا تأخذ في الحسبان امتصاص أحجار البناء للحرارة في المدن، والتغيرات التي طرأت على حركة الرياح بسبب الأبنية الشاهقة.

ويضيف كريستي أن أجهزة الرصد الحراري التي كانت متوافرة مطلع القرن الماضي في قرى صغيرة بدأت تُظهر ارتفاعاً في درجات الحرارة بالتزامن مع ازدياد حجم القرى التي كانت فيها وتحولها إلى بلدات ومدن.

كما يؤكد أن تحليله لدرجات حرارة الأرض عبر المسح بالأقمار الصناعية، يؤكد أن حرارة الأرض لم ترتفع سوى بشكل محدود للغاية، مشدداً على أن لجوء العلماء إلى قياس حرارة الأرض في الليل يؤدي دوراً في ظهور البيانات المغلوطة، لأن تلك الفترة تشهد خروج الحرارة من أحجار البناء والمنشآت التي امتصتها طوال النهار.

واستدلّ كريستي على صحة تحليلاته بالقول إنه رصد حرارة مناطق مأهولة وأخرى نائية في ولاية كاليفورنيا الأميركية على مدار 100 عام، واتضح له أن درجات الحرارة كانت متقاربة خلال النهار، إلا أنها ارتفعت في المناطق المأهولة خلال فترة الليل بتأثير الأبنية.

وفي لقاء مع مجلة «فورتشن»، قال كريستي إن معظم أجهزة الرصد الحراري باتت إلكترونية، ما يحتم أن تكون قريبة من مصدر طاقة، وبالتالي من منشآت تمتص الحرارة وتزيد من درجاتها.

ونفى أن يكون لزيادة الحرارة في المدن تأثير فعليّ في البيئة، باستثناء تضخم كميات الهواء الساخن الذي يرتفع من المدن الكبرى باتجاه طبقات الجو العليا، الأمر الذي قد يسبب العواصف الرعدية.

ورأى كريستي أن بعض الظواهر المناخية الحديثة -وبينها ذوبان المسطحات الجليدية بالقطب الشمالي- تثير ذعر الناس دون أسباب منطقية على حد تعبيره، وذكر أن الجليد يمر بدورات طبيعية يتشكل ويذوب معها، مضيفاً أن التقارير تؤكد بالمقابل أن المناطق الجليدية في القطب الجنوبي تتوسع بشكل كبير.

وعن خطط الإدارة الأميركية لخفض انبعاثات الغازات الضارة بنسبة 80 في المئة حتى 2050، قال كريستي إن الأمر سيكلف الكثير من الأموال، في حين أن نتائجه ستكون محدودة، وستظهر من خلال تراجع الحرارة بنسبة لا تتجاوز 0.7 درجة مئوية.

وكان كريستي عمل العام 2001 ضمن لجنة شبه حكومية حول قضايا المناخ، وهو واحد من بين ثلاثة علماء شاركوا في كتابة تقرير اتحاد الجيوفيزيائيين حول تبدلات المناخ العام 2003.

عالم أميركي: لا خطر من الاحتباس
 
21-May-2009
 
العدد 77