العدد 77 - سينما وتلفزيون
 

محمود الزواوي

«ستار تريك»، هو الفيلم الحادي عشر في سلسلة أفلام الخيال العلمي «ستار تريك» التي بدأت قبل ثلاثين عاماً بفيلم «ستار تريك – الفيلم السينمائي» (1979).

يستند الفيلم الجديد إلى سيناريو للكاتبَين السينمائيَّين: روبرتو أوركي، وأليكس كيرتزمان، مبنيّ على قصص وشخصيات مسلسلات «ستار تريك» التلفزيونية للكاتب السينمائي والتلفزيوني الراحل جين رودينبيري. ويُعرض هذا الفيلم بعد سبع سنوات على عرض الفيلم العاشر في هذه السلسلة: «ستار تريك: المنتقم» (2002).

يختلف الفيلم الجديد عن الأفلام السابقة في هذه السلسلة، من حيث أن قصة الفيلم تعود إلى الوراء في التسلسل الزمني لهذه القصص، أي أن أحداث القصة تعود إلى بداية المغامرات الفضائية المرتبطة بالمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية عن طريق الانتقال عبر الزمن إلى الوراء.

تبدأ قصة الفيلم في العام 2233، ويتعرف المشاهد من خلالها إلى بدايات شخصيات القصة الرئيسة وتطورها، ويشاهد المركبة الفضائية الأميركية «كيلفين» في باكورة رحلاتها الفضائية، وهي تدخل في مجابهة مع المركبة الفضائية الأكبر حجماً «نارادا»، المزودة بأسلحة متقدمة من المستقبل بقيادة القائد الشرير نيرو.

تتحطم المركبة الفضائية «كيلفين» في معركة حاسمة، بعد أن يتم إخلاؤها من جميع ركابها عبر مركبات فضائية مكّوكية صغيرة، باستثناء قائدها الكابتن جيمس كيرك (الممثل كريس هيمسويرث) الذي يلقى حتفه. وتحل مكانها بعد سنوات عدة المركبةُ الفضائية الأميركية «إنتربرايز» التي يتكرر ظهورها في مسلسلات «ستار تريك» التلفزيونية، وفي جميع الأفلام السينمائية المبنية عليها. وتتجنب المركبةُ الفضائية الانجذابَ إلى الثقوب السوداء في الفضاء الخارجي باستخدام السرعة الانفتالية أو الملتوية.

يتميز «ستار تريك» بإخراجه المحكم على يد جي جي أبرامز، الذي أخرج قبلاً فيلم «مهمة مستحيلة» (الجزء الثالث) (2006). هذا المخرج ينجح في استخدام المؤثرات الخاصة والإبهار البصري والمغامرات والمعارك المثيرة المتواصلة في شد المشاهدين، دون أن تطغى المؤثرات الخاصة المبهرة على سير أحداث القصة أو على شخصياتها التي تتميز قصة الفيلم بتطويرها.

وقد انعكس ذلك في صعود الفيلم في أسبوعه الافتتاحي إلى قمة قائمة الأفلام التي تحقق أعلى الإيرادات في دور السينما الأميركية، وبلغت إيراداته العالمية خلال الأيام السبعة الأولى لعرضه 154 مليون دولار، وقد بلغت تكاليف إنتاجه 150 مليون دولار. يشكّل دخل هذا الفيلم في أسبوعه الأول أكثر من الإيرادات العالمية الإجمالية لأنجح أفلام هذه السلسلة على شباك التذاكر، وهو فيلم «ستار تريك: الاتصال الأول» (1996) الذي حقق 146 مليون دولار.

تستند أفلام «ستار تريك» إلى مسلسل تلفزيوني يحمل الاسم نفسه عُرض على التلفزيون الأميركي في ستينيات القرن الماضي وحقق شعبية كبيرة. وجميع حلقات هذا المسلسل من تأليف الكاتب جين رودينبيري الذي ابتكر الشخصيات الفضائية لقصص هذا المسلسل والأفلام السينمائية المبنية عليها، والتي أصبح بعضها شخصيات مألوفة لأجيال من مشاهدي التلفزيون والسينما في الولايات المتحدة.

وتم إنتاج خمسة مسلسلات تلفزيونية أخرى تحمل الاسم نفسه، بالنظر للشعبية التي حققها المسلسل الأصلي. هذه المسلسلات تضم 720 حلقة يستمر عرضها في مئات المحطات التلفزيونية في سائر أنحاء العالم. وقد تعاقب على المسلسلات التلفزيونية وأفلام «ستار تريك» ثلاثة أجيال من الممثلين، إلا أن أشهرهم قاطبة: وليام شاتنر (في دور الكابتن كيرك)، ولينارد نيموي (في دور الكابتن سبوك)، وديفوريست كيلي (في دور مكوي). حظي وليام شاتنر ولينارد نيموي ببطولة ستة من أفلام «ستار تريك»، فيما أُسندت لبطولة خمسة منها لديفوريست كيلي. وقام وليام شاتنر بإخراج أحد هذه الأفلام، فيما أخرج لينارد نيموي اثنين منها. كما قام الممثل باتريك ستيوارت ببطولة ثلاثة أفلام ابتداء من العام 1996.

الممثل لينارد نيموي، البالغ من العمر 78 عاماً، هو الممثل الوحيد من الطاقم الأصلي الذي يعود في فيلم «ستار تريك» الجديد في دور الكابتن سبوك الأكبر. ويلعب هذا الممثل القدير دوراً رئيساً في الفيلم، ويمثل عنصراً مهماً في الربط بين المسلسلات والأفلام السابقة والفيلم الجديد.

يجمع أبطال فيلم «ستار تريك» بين عدد من الممثلين الشبان والممثلين المخضرمين الذين يظهرون للمرة الأولى في أحد أفلام هذه السلسلة السينمائية. من بين الشبان: كريس باين (في دور الكابتن كيرك)، زاخاري كوينتو (في دور الكابتن سبوك)، النيوزيلندي كارل إيربان (في دور مكوي)، والسمراء زو سيلدانا (في دور أوهورا). أما الممثلون المخضرمون فمن بينهم: الأسترالي إريك بانا، والأميركية واينونا رايدر، والبريطاني بين كروس.

وقد أُسست على مرّ السنين مئاتُ النوادي لهواة مسلسلات وأفلام «ستار تريك» في الولايات المتحدة. تعقد هذه النوادي عشرات المؤتمرات السنوية، حيث يرتدي كثير من المشاركين الأزياء المميزة لشخصيات «ستار تريك»، ويظهر بعضهم بآذان ناتئة تشبُّهاً بـ«سبوك». وتنتمي هذه النوادي إلى الاتحاد العالمي لهواة «ستار تريك». ويطلَق على هؤلاء الهواة: (Trekkies) أو (Trekkers).

لعل أشهر هواة «ستار تريك» في العالم هو الملك عبد الله الثاني، الذي ظهر في إحدى حلقات مسلسل «ستار تريك: الرحال» في العام 1996 حين كان أميراً، في دور صامت.

“ستار تريك”: العودة إلى الوراء
 
21-May-2009
 
العدد 77