العدد 77 - اعلامي | ||||||||||||||
جهاد عواد تفاوتت صحف يومية في تغطية أعمال المنتدى الاقتصادي الذي انعقد في البحر الميت، خلال الفترة من 15 إلى 17 أيار/مايو الجاري من صحيفة إلى أخرى. ففي الوقت الذي خصصت فيه يوميات: «الرأي»، و«الدستور»، و«الغد» صفحات كاملة وملاحق عن أعمال المنتدى. كانت تغطية «العرب اليوم» و«السبيل» أقل كثافة، وغاب عن الأولى أية ملاحق مخصصة للمنتدى، واكتفت الثانية بالاعتماد على بترا في نقل فعالياته الرسمية. الكاتبان في «العرب اليوم» فهد الخيطان، وسلامة الدرعاوي، انتقدا في مقالتين متزامنتين، ما اعتبراه «جمود المنتدى»، لدرجة أن الخيطان أطلق على رئيس المنتدى كلاوس شواب لقب «الثرثار». وعلى مسافة قريبة كان الكاتبان في «الغد» إبراهيم سيف، وسليمان الخالدي، يؤشران إلى أهمية أن يكون المنتدى أقرب إلى هموم الناس العاديين، وبعيداً عن مصالح رجال «البزنس»، موجهان نقداً ناعماً لقرارات تمخض عنها المنتدى في سنوات سابقة، لم تنعكس إيجاباً على حياة المواطنين. يوميات «العرب اليوم»،«الرأي»،«الدستور» و«الغد»، فرَّغت فرقاً من الصحفيين لمتابعة أعمال المنتدى، ونقل تفاصيل ما يحدث فيه من حوارات ومناقشات. هذا الأمر لم يعفِ الصحف الأربع من اللجوء للخبر الرسمي المبثوث من «بترا» حول بعض فعاليات المنتدى، غير أن أفراد طواقم تلك الصحف تسابقوا في تسليط الضوء على حدث هنا، أو تناول قصة إخبارية هناك، وذلك سعياً للتفرد عن الصحف الأخرى. يومية «السبيل» المقربة من حزب جبهة العمل الإسلامي، اعتمدت، بشكل لافت، على تغطية «بترا» لنقل أحداث المنتدى الرسمية، ولم تقم بانتداب أي من صحفييها لمتابعة أعماله في منطقة البحر الميت. «الرأي»، و«الدستور»، و«الغد» بدأت بمتابعة فعاليات المنتدى، وتسليط الضوء عليه قبل انعقاده بيوم، بيد أن الأخيرتين انفردتا عن «الرأي» بإصدار ملحق لكل منهما خاص بالمنتدى، فـ«الدستور» خصصت ملحقاً صدر الخميس 14 أيار/مايو الجاري، اشتمل على 12 صفحة ثلاثة منها للحديث عنه باللغة الإنجليزية، فيما صدر ملحق «الغد» في اليوم الذي يليه يوم الافتتاح. ملحق «الدستور» تموضعت في صفحته الأولى صورة للملك عبدالله الثاني على كامل الصفحة، التقطت في إحدى افتتاحات المنتدى السابقة، بعنوان «دافوس- البحر الميت للمرة الخامسة... جهود جلالة الملك تحول الأردن إلى مركز إقليمي لجذب الاستثمارات». تضمن الملحق برنامج أعمال المنتدى، ونبذة عن أبرز المشاكين فيه ورئيسه، ولقاءات مع مسؤولين ورجال أعمال يشاركون في أعماله، وغابت عنه المقالات، وتضمن صفحة إعلان. أما ملحق «الغد» فقد جاء قي 20 صفحة، تصدرته صورة خارجية لقصر المؤتمرات في البحر الميت، حيث سيعقد المنتدى، بعنوان «المنتدى الاقتصادي العالمي»، وفي أسفل الصفحة كتبت مديرة تحرير ملحق «سوق ومال» في الصحيفة جمانة غنيمات مقالة على 8 أعمدة بعنوان «المنتدى الاقتصادي: ترقب انبثاق الأمل»، وشملت الصفحة الأولى من الملحق عناوين لمواضيع داخلية. تضمن الملحق سبع صفحات ضمت مواضيع ذات صلة، من بينها صفحتان مترجمتان بعنوان «حصان التنمية يجر عربة الديمقراطية»، وعنوان آخر «التغيرات الاقتصادية مفتاح التحول في المنظومة الأخلاقية والسياسية». وكتب في الملحق يوسف منصور مقالة بعنوان «لكي لا يكون المنتدى نادياً للأغنياء»، كما كتب حسن الشوبكي تحليلاً اقتصادياً بعنوان «المنتدى الاقتصادي يبحث عن حلول لفجوة الغذاء بعد جنون الأسعار». كتب في ملحق «الغد» إبراهيم سيف بعنوان «تعامل الأردن مع الأزمة العالمية وآفاق 2009»، وكان قد كتب قبل ذلك بيوم على الصفحة الأخيرة من الصحيفة مقالة بعنوان: «دافوس والدفاع عن قيم الرأسمالية»، حث فيه المجتمعين على أن يكونوا أقرب إلى هموم الفقراء، عندما سأل: «هل من الممكن أن نشهد خطاباً أكثر اعتدالاً يقر بالأخطاء التي وقعت ويقترب من هموم الناس؟». وواصل سيف قوله: «تسويق النجاحات أمر جيد إذا كان حقيقياً، وإذا كانت كل هذه الصفقات والمشاريع العملاقة، التي سمعنا عنها على مدى السنوات السابقة لم تغير في مستويات البطالة أو الفقر، فكم نحتاج من المشاريع حتى يشعر المواطن على هامش الاقتصاد بالتغيير الإيجابي؟». بالتزامن كتب سليمان الخالدي في الصحيفة نفسها مقالة بعنوان: «هموم رجال البزنس على ضفاف البحر الميت»، جاء فيها «هؤلاء ممن يمثلون قادة البزنس بشروا في سنوات مضت بتسارع التحولات الاقتصادية التي ستقلب وجه المنطقة بما فيها الأردن،لقد اتضح كم أوهمونا وأشبعونا كلاماً عن قوة رأس مال القطاع الخاص في تغيير المشهد الاقتصادي». أما «الرأي» فقد بدأت تغطيتها واسعة، قبل يوم من أعمال المنتدى، فخصصت 7 صفحات من جزئها الثاني خالية من الإعلان يوم الخميس 14 أيار/مايو، للحديث عن المنتدى، دون أن تصدر الصفحات السبع على شكل ملحق خاص. عنونت «الرأي» جزئها الثاني وعلى 8 أعمدة «الملك يفتتح غداً أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط.. 1300 مشارك من 80 دولة، والمنتدى يشهد انعقاد قمتي مجموعة الـ11 والطاقة»، إضافة إلى صورة للملك على 5 أعمدة، وفي الجزء التالي من الصفحة صورة أخرى للملكة في إحدى فعاليات المنتدى السابقة. وفي أسفل الصفحة كتب عصام قضماني موضوعا بعنوان: «للمرة الخامسة.. المنتدى ينقل روح دافوس إلى الشرق الأوسط عبر الأردن.. العالم في مواجهة الأزمة المالية.. نوافذ مشرعة أمام التحولات»، استعرض فيه محطات المنتدى السابقة. يوم الجمعة 15 أيار/مايو الجاري، سلطت الصحف الأربع الضوء على افتتاح أعمال المنتدى، بعناوين متفاوتة على صفحاتها الأولى، وفي هذا كانت «العرب اليوم»، أقل اندفاعا من شقيقاتها، فأفردت عموداً في الصفحة الأولى لخبر الافتتاح، بعنوان: «الملك يفتتح أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط اليوم»، فيما خصصت «الدستور 5 أعمدة من صفحتها الأولى مع صورة للملك، وفي اليوم نفسه كتب عوني الداوود مقالة بعنوان «لهذه الأسباب دافوس - البحر الميت للمرة الخامسة»، عد فيها فوائد عقد المؤتمر من خلال جذب الاستثمارات، وختم قائلاً :«لن أطيل في تفاصيل الفوائد التي يجنيها الأردن، وتكفي الإشارة إلى أهمية تسليط الأضواء الإعلامية من معظم دول العالم على هذا البلد». وخصصت «الغد» 3 أعمدة في وسط صفحتها الأولى للإشارة إلى الافتتاح، وكذا فعلت «الرأي»، الذي عاد عصام قضماني للكتابة فيها عن المنتدى بعنوان «تجسير الفجوة.. الاقتراب من المشهد». يوم السبت 16/الجاري الذي تلا يوم الإفتتاح عنونت يوميتا: «الرأي»، و«الدستور» على صدر صفحاتهما الأولى بـ8 أعمدة مقتطفات من كلمة الملك في الافتتاح، وتوافقت الصحيفتان في اختيار الصورتين على صدر الصفحة، فكانت الصورة الأولى للملك يلقي كلمة الافتتاح، والثانية للحضور ومن بينهم الملكة رانيا العبد الله. وأبرزت يوميتا «العرب اليوم» و«السبيل» الافتتاح بواقع 5 أعمدة مع صورة للملك، ومقتطفات من الكلمة، فيما أفردت «الغد»، أربعة أعمدة للافتتاح وصورة للملك، واحتل إعلان لإحدى شركات الاتصالات الخلوية الأعمدة الأربعة الباقية على طول الصفحة. وتوافقت يوميات: «الرأي»، و«السبيل»، و«الغد» في اختبار العنوان الرئيسي الذي جاء في كلمة الملك، فعنونوا : «الملك: لا مزيد من عملية سلام بلا نتائج». تغطية الصحف يومي الأحد والاثنين تميّزت بنقل أخبار المنتدى، دون مقالات تحليلية للحدث، باستثناء مقالتين في «العرب اليوم» صدرتا الأحد 17/الجاري، كتب الأولى مدير تحرير المحليات فهد الخيطان بعنوان: «منتدى البحر الميت فقاعة إعلامية.. أصحاب الرأي الثالث غابوا وظل الثرثار شواب سيد المنصة». قال خيطان: «يتشكل في العالم الرأسمالي اليوم تيار ثالث يقدم تصوراً جديداً ومقاربة مختلفة في السياسة والاقتصاد، تنهض على أنقاض أفكار المحافظين الجدد ونظرياتهم، بيد أن أصحاب الرؤية النقدية غابوا عن المنتدى، بينما ظل كلاوس شواب بحركاته الاستعراضية وخطاباته الممجوجة عن الفرص والتحديات والآمال العريضة حاضراً أمام الكاميرات». يتابع بالقول «..الاتفاقيات التي توقعها الحكومة مع شركات أجنبية خلال أعمال المنتدى، مثل اتفاقيات الديسي والصخر الزيتي والمناطق التنموية هي إما اتفاقيات جرى التفاوض سابقاً حولها أومجرد قرارات لمجلس الوزراء لا فضل للمنتدى فيها». وكتب مدير تحرير الاقتصاد في الصحيفة نفسها سلامة درعاوي: «اذا كان راسم السياسة الاقتصادية يعوّل على منتدى البحر الميت بتوصيات تساعده على النهوض بواقع الاقتصاد الوطني فهو واهم». اكتفت الصحف الصادرة الاثنين 18/الجاري بنقل تقارير إخبارية عما تم توقيعه من اتفاقيات على هامش المنتدى، والبيان الختامي له. |
|
|||||||||||||