العدد 77 - استهلاكي
 

مع ارتفاع أسعار الفنادق السياحية ذات الثلاث نجوم فما فوق، وجد الأردنيون أنفسهم يتجهون للسياحة خارج البلاد، وبالتحديد إلى سورية ومصر ولبنان، بحثاً عن خدمات سياحية جيدة بأسعار معقولة.

أسعار المنشآت السياحية في الأردن مرتفعة كثيراً مقارنة بمثيلاتها في هذه الدول، حيث إن معدل سعر الغرفة ذات الخمس نجوم في العقبة أو البحر الميت يبلغ نحو 150 دينارا للّيلة الواحدة، فيما يمكن قضاء 5 ليالٍ بالسعر نفسه في شرم الشيخ أو طابا أو بيروت.

الصحف الأردنية اليومية مليئة بعروض خارجية جذابة. مثلا، هناك رحلات بالطائرة ذهابا وإيابا إلى تركيا تتضمن قضاء 4 أيام مع 3 ليال في فندق ثلاث نجوم بتكلفة تقل عن 170 دينارا، الأمر الذي يغري الأردنيين بزيارة هذا البلد المشهور سياحيا، بأسعار قليلة.

من العروض الأخرى، رحلات سياحية إلى لبنان أو سورية بالحافلة ذهابا وإيابا وقضاء 3 أيام وليلتين في فندق ثلاث نجوم، إضافة إلى رحلات سياحية داخلية في لبنان وسورية بتكلفة 60 دينارا للشخص الواحد.

الموظف سليم السويسي، أراد الذهاب وعائلته في رحلة إلى البحر الميت، وعندما سأل عن الأسعار، تفاجأ أن تكلفة إقامته ليلتين مع عائلته هناك تتجاوز 500 دينار لغرفتين، فآثر عندها الذهاب إلى طابا، حيث تكلفه الرحلة 150 ديناراً لثلاث ليال.

يقول: «أفضّل السياحة المحلية، لأن هناك مناطق جميلة جدا في الأردن، بخاصة البترا والعقبة والبحر الميت. لكنني أذهب إلى هذه المناطق فقط لقضاء نهار وأعود في اليوم نفسه، لأن ميزانيتي لا تسمح لي بالإقامة هناك».

مكاتب السياحة التي تروج للرحلات الخارجية، تعزو عزوف الأردنيين عن السياحة المحلية والتوجه للسياحة الخارجية، إلى ارتفاع أسعار الخدمات السياحية في البلاد، مقابل العروض المغرية التي تقدمها دول أخرى لجذب الأردنيين إليها، في وقت تراجعت فيه القدرة الشرائية للمواطن في ظل غلاء الأسعار.

محمد عبيد الله، صاحب مكتب سياحة، يقول: «من حق المواطنين أن يصطافوا في بلدهم، لكنّ هناك ضعفا شديدا في البرامج السياحية المحلية التي بإمكانها أن تنظم فعاليات تستهوي الأسر الأردنية، كما تفعل الدول المجاورة».

فضلا عن الأسعار، يؤكد عبيد الله أن الخدمات السياحية المقدمة محليا تفتقر إلى التنظيم، لذا يتجه المواطنون إلى زيارة الأماكن السياحية المحلية بشكل فردي، ما يُفقد الرحلات جاذبيتها ويجعلها أكثر تكلفة. أما الذهاب إلى الدول الأخرى عبر مكاتب السياحة والسفر فيكون ضمن مجموعات، ما ينعكس على الأسعار التي تحظى بخصومات كبيرة، لأنها تقدَّم لجماعات وليس لأفراد.

في العقبة مثلا، تبلغ تكلفة الليلة الواحدة في فندق 5 نجوم ما معدله 170 دينارا. أصحاب فنادق يؤكدون أن استثماراتهم أصبحت ذات تكلفة، حيث أصبحت الأراضي بالملايين، وارتفعت قيمة الضرائب عموماً. «تخفيض ضريبة الغرف أخيرا من 16 في المئة إلى 8 في المئة لم يساعدنا كثيرا»، يقول صاحب فندق طلب عدم نشر اسمه.

لكن مسؤولين حكوميين يؤكدون أن ضعف المنافسة هو الذي يرفع الأسعار.

العقبة، بحسب رئيس مجلس مفوضي منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة حسني أبو غيدا، تشتمل على 3 آلاف غرفة فندقية. لكنه يتوقع أن يرتفع العدد إلى 6 آلاف غرفة، ما سيعزز المنافسة، ويُجبر مشغّلي الفنادق على تخفيض أسعارهم.

مستشار جمعية وكلاء السياحة والسفر، حيدر زيادات، يرى أن ارتفاع تكلفة الخدمات السياحية من فنادق ومطاعم ليس سببا رئيسيا لضعف السياحة الداخلية، مشيرا إلى رغبة الأردنيين في التعرف إلى الدول الأخرى، بمعنى البحث عن الجانب الترفيهي.

وأشار زيادات في تصريحات صحفية، إلى أن زيادة حجم السياحة الوافدة إلى البلاد أثرت في سياحة المواطنين المحليين بزيادة الإيواء الفندقي، متوقعا أن تنخفض تكاليف السياحة المحلية خلال الأشهر المقبلة نتيجة تراجع أعداد السياح الأجانب بالتزامن مع الأزمة المالية العالمية.

ولفت إلى أن زيادة أعداد الفنادق الجديدة خلال الفترة المقبلة سوف يخلق منافسة في السوق المحلية، الأمر الذي سيساهم في تراجع أسعار الرحلات الداخلية، وبالتالي زيادة الإقبال عليها من الأردنيين.

لارتفاع أسعار فنادق الـ3 نجوم المحلية الأردنيون “يسوحون” في الخارج
 
21-May-2009
 
العدد 77