العدد 2 - أردني
 

غيّب الموت، مطلع الشهر الحالي، شخصية فلسطينية أردنية الأبعاد، إشكالية الحضور، ما زال الجدل يثور بشأنها خصوصاً وأن اسمها ارتبط بتنظيم «روابط القرى» الذي تشكّل بوحي من معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978.

مصطفى دودين الذي ولد ودفن في مسقط رأسه الخليل، شغل العديد من المناصب في الحكومة الأردنية أبرزها وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة وصفي التل التي تشكّلت في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1970. بعدها بأسابيع انضم دودين إلى حكومة أحمد اللوزي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1970. وانخرط أيضاً بالسلك الدبلوماسي بمنصب سفير، ودخل مجلس الأعيان، وترأس الاتحاد الوطني الأردني الذي «عمل على رص الصفوف لتعزيز الوحدة الوطنية في أحلك الظروف وأصعبها بعيد أحداث أيلول 1970».

اقترحت إسرائيل إقامة تنظيم روابط القرى بعد رفض الرئيس المصري أنور السادات خلال المفاوضات التي أُجريت بين عامي 1978 و1979 اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، القاضي بإعادة قطاع غزة إلى مصر ، معلناً أنه يتخلى عن القطاع للفلسطينيين. وحاول أرييل شارون، وزير الدفاع في مطلع الثمانينات، إقامة التنظيم المشكل من زعامات فلسطينية تقليدية ضمت أعياناً ومخاتير. ووقع الاختيار على مصطفى دودين كزعيم له، بهدف التفاوض مع إسرائيل للقبول بالحكم الذاتي الذي اقترحه بيغن وتضمنته اتفاقية كامب ديفيد.

ومع أن روابط القرى تشكلت فعلياً على الأرض، واهتمت بتقديم خدمات للمواطنين، إلاّ أنها باءت في النهاية، بالفشل، إذ لم يبد أي طرف فلسطيني استعداده للإعتراف بأي صفة تمثيلية لهذا التنظيم الذي لم يلبث أن لفه النسيان بعد وقت قصير.

وكان أنصار «منظمة التحرير» قد وجهوا العديد من التهم لروابط القرى منها العمالة لإسرائيل، وتنفيذ سياساتها بأيدي فلسطينية، وشنوا ضدها حرباً شعواء خلال السنوات الأولى من عقد الثمانينات، فيما يرى مؤيدوها أنها لو نجحت لحققت شروطاً أفضل من اتفاقية أوسلو التي أفضت إلى الوضع الحالي.

وبرحيل زعيم الروابط مصطفى دودين يوم 6/11/7002 عن عمر يناهز الأربعة وتسعين عاماً يُسدل الستار الأخير عن مرحلة مهمة من تاريخ الشعب الفلسطيني الذي يتعيّن عليه أن يحاكم تجربته في المستقبل.. وفي ظل ظروف أقل مأساوية، وبعيداً عن التأثيرات المباشرة للذين عادوا الرجل، وحاولوا تشويه مسيرته.

رحيل مصطفى دودين يرحل الجدل حول "روابط القرى" إلى المستقبل – السجل خاص
 
15-Nov-2007
 
العدد 2