العدد 77 - الملف
 

السجل - خاص

باستثناء التواجد الأمني الملحوظ في بعض شوارع عمان، ويافطات تسترعي الانتباه، علقت بطريقة طولية على أعمدة النور، لم يكن هناك في العاصمة، والمدن الأخرى، ما يؤشر لانعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط الذي عقد في الفترة ما بين 15-17 أيار/مايو في منطقة البحر الميت.

انحصر الاهتمام باعمال المنتدى فقط بالرسميين والإعلاميين، دون أن ينعكس على المواطن العادي الذي تصرف وكأن الأمر لا يعنيه، حتى إن البعض لم يكلف نفسه عناء السؤال عن سبب اليافطات والتواجد الأمني.

استمر المنتدى ثلاثة أيام، فقد افتتحت أعماله يوم الجمعة، ما حرم مواطنين من الوصول إلى منطقة البحر الميت، والاستمتاع بقضاء يوم الجمعة على شواطئه، لا سيما أن الطقس كان صيفيا معتدلا. وطوال أيام انعقاد أعمال المنتدى الثلاثة تلك، شهدت شوارع العاصمة والطرق المؤدية إلى منطقة لبحر الميت، تواجداً أمنياً ملحوظاً، من خلال مفارز راجلة في الشوارع وحراسات أمنية على دواوير العاصمة.

الحكومة أبلغت المواطنين عن غلق المنطقة أمام حركة المواطنين خلال الأيام الثلاثة لانعقاد المنتدى عبر وسائل الإعلام المختلفة، غير أن الأمر لم يخل من متنزهين استقلوا سياراتهم إلى المنطقة ليفاجأوا بإغلاقها، ما اضطرهم لقضاء الفسحة في ربوع الأغوار الوسطى ومنطقة الكرامة والشونة الجنوبية، عوضا عن البحر الميت، وهذا ما حدث مع المواطن جمال أبو عبيد.

لا يعرف معظم المواطنين الكثير عن المنتدى الاقتصادي، وربما استطاع بعضهم أن يعرف فقط، أن له علاقة بالشأن الاقتصادي، وهي معرفة توصل إليها من خلال اسم المنتدى، أو عبر ترقبه للنشرة الجوية على شاشة التلفزيون الأردني، ما يجعل المواطنين يتابعون أخباره من خلال الشريط الإخباري في أسفل الشاشة، بحسب المدرس سامي أبو صيام.

«ے» سألت عددا من المواطنين عن المنتدى، وما إذا كان منهم من يعرف عنه شيئا، فكان جواب السواد الأعظم منهم أنه لا يعرف عنه الكثير، فيما عرف بعضهم أن له صلة بالشأن الاقتصادي، وأجاب آخرون بأنهم شكلوا معرفتهم عنه من خلال التواجد الأمني المكثف في عمان الغربية، ومن خلال اليافطات الموجودة على جوانب الطرقات.

يقول الشاب علاء عبد القادر (أعمال حرة)، إنه عرف عن المنتدى الاقتصادي من خلال صحف، والتلفزيون الذي يتابعه في بعض الأحيان، غير أنه يؤكد أن معرفته عن المنتدى تقف عند حد المعلومة فقط، دون متابعة ما يجري فيه من تطورات.

يضيف عبد القادر قائلا: «كنت قبل سنوات أكثر حرصا على متابعة أعمال المنتدى، غير أن متابعتي له فترت مع مرور الوقت، وسبب ذلك عدم انعكاس ما يتم الحديث عنه من مشاريع استثمارية على المواطن، أو شعور المواطنين بنتائج واقعية ملموسة للاستثمارات الموعودة في المنتدى».

الشاب محمد الحمد (طالب)، يعرف عن انعقاد المنتدى في البحر الميت، ويتساءل عن حجم الاستثمارات التي عادت بالفائدة على البلاد، والتي جاءت نتاجا للمنتدى.

سليمان العبد (سائق قادم من محافظة إربد)، يقول إن ما استرعى انتباهه هو التواجد الأمني الكثيف في العاصمة، «الأمر الذي جعلني أسأل عن السبب وراء ذاك، ووقتها علمت من مقربين أن ذلك سببه وجود اجتماع في المملكة. لا أعرف ماهية الاجتماع وما يناقش فيه ولكني سمعت أنه اجتماع مهم».

لا يختلف حال المواطنين العبد والحمد وعبد القادر وأبو عبيد عن حال كثيرين غيرهم ممن لا يشكل انعقاد المنتدى الاقتصادي في البحر الميت أي أهمية تذكر بالنسبة لهم، باستثناء أن درجات معرفتهم بما يدور متفاوتة بينهم.

لكن الطالب الجامعي أسعد سلمان، يختلف عن سابقيه فهو يؤكد أنه يتابع ما يجري في المنتدى، ويحرص على اقتفاء أخباره لمعرفة ما يحدث وفهمه. ويشدد على أهمية أن يعود انعقاد المنتدى في البحر الميت بفوائد استثمارية على المملكة، تنعكس إيجابا على المواطنين. وأشار سلمان إلى أن «الأردن يجب ألا يكون فقط أرض استضافة، دون أن نحقق مكاسب اقتصادية ملموسة من ذلك»، وهو يرى أن الاتفاقيات التي يتم توقيعها على هامش المنتدى يجب أن تنعكس على حياة المواطن من الجوانب كافة.

انتهت فاعليات المؤتمر الذي سوف يعقد في العام المقبل في المغرب، وسوف يصبح في استطاعة المواطنين زيارة شواطئ البحر الميت يوم الجمعة المقبل 22/أيار/مايو، على أمل أن تكون نتائج المؤتمر وتوصياته قد خرجت بما يفيد المواطن، على الأقل، حتى يصبح أكثر اكتراثا عند عقده في البحر الميت في الأعوام المقبلة.

المؤتمر بدأ وانتهى والناس عنه لاهون
 
21-May-2009
 
العدد 77