العدد 77 - الملف
 

السجل - خاص

«في فيلم من نوع الآكشن، راهن متفرج إسرائيلي مجاوره الفلسطيني في دار السينما التي كانت تعرض الفيلم، بأن البطل سوف يسقط عن الحصان خلال 60 ثانية، على أن يدفع الفلسطيني مبلغ 20 دولاراً إذا ما وقع الحدث، وأن يكسب المبلغ نفسه إن لم يقع. وهكذا كان. وخلال المدة التي حددها الإسرائيلي لسقوط البطل عن الحصان، صدق توقع الإسرائيلي وسقط البطل عن ظهر حصانه. وحين هم الفلسطيني بدفع قيمة الرهان، أقر له الآخر بأنه قد خدعه، ذلك أنه كان قد شاهد الفيلم من قبل، فرد عليه الفلسطيني بغضب: وأنا كذلك، لكنني توقعت أن يتعلّم البطل الغبي من أخطائه».

بهذه النكتة التي ألقاها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، على هامش إحدى جلسات مؤتمر دافوس الذي عقد على شاطىء البحر الميت أخيراً حاول عريقات تلخيص «قصة العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية» منذ أبرم الطرفان اتفاقات أوسلو العام 1993.

محاور إسرائيلي هو دان غيلرمان، رد على عريقات بنكتة مضادة وسط تصفيق الحضور ومنحها عنوانا هو: «كلفة الصراع». قال غيلرمان إن طفلاً يهودياً هو الوحيد في مدرسة مسيحية عاد في أحد الأيام إلى أبيه فرحاً، لأنه نال جائزة عن انفراده بالإجابة عن سؤال: من هو أهم رجل في العالم؟ سأله أبوه ماذا كان جوابك؟ قال: المسيح. فرد عليه بغضب لماذا لم تجب إنه موسى؟ هنا قال الطفل لوالده: «أبي، موسى على الرأس والعين، لكن ما دخله بالبزنس»؟

تراشق النكات لطّف أجواء الندوة التي حضرها ثلاثة رؤساء وزراء سابقين: رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي، طاهر المصري، وفيصل الفايز، فيما انضم إليها في النهايات أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى.

رجل الاقتصاد الفلسطيني عبد الملك الجابر، تحدث بمرارة عن «سياسات إسرائيل المحبطة للتنمية وبناء الدولة في الوقت الذي تدعي فيه أنها تريد السلام». وأردف الجابر قائلاً: «لم أر رائد فضاء يصعد إلى القمر على ظهر حمار».

واعتبر عبدالجابر أن «استدامة الكيان الفلسطيني بات يقوم حصرا على حوالات المغتربين، بعد أن دمّرت إسرائيل الهياكل التي بنيت من المساعدات والمعونات الخارجية».

وبعد أن استشهد بحوادث تضييق وحواجز طرق تفرضها إسرائيل لتحول دون اكتمال الاستثمار وإدامة التنمية، أكد المستثمر الفلسطيني على «عبثية الحديث عن تنمية اقتصادية بدون حل القضية الفلسطينية سياسيا».

أثناء الحوار الموسع، طغت المرارة على مداخلات المشاركين الفلسطينيين، واحتدم السجال حول أولوية الاقتصاد أو التسوية السياسية للقضية الفلسطينية.

المستثمر الفلسطيني في نابلس منيب المصري، اشتكى للحضور من «أنه يركض وراء سراب السلام منذ ثلاثين سنة، وأنه عاد إلى الأراضي الفلسطينية مع اتفاقات أوسلو العام 1993.

«كنت غبيا لأنني ساندت أوسلو. في السنوات الثلاثين الأخيرة ساندت السلام حقا وتمنيته. وقلت لأبنائي إن السلام قادم. حتى إنهم فقدوا الأمل، وهم يتهمونني الآن بالكذب».

يقدر القائمون على المنتدى خسائر المنطقة بنحو 12 تريليون دولار على شكل فواتير أسلحة، دمار وحروب واحتلالات وفرص استثمار وتنموية ضائعة.

حدث في أروقة “دافوس” عريقات يحاور بالنكات والمصري يرثي أوسلو
 
21-May-2009
 
العدد 77