العدد 77 - الملف | ||||||||||||||
السجل - خاص منذ انعقاده للمرة الأولى في مدينة دافوس العام 1970، ظل المنتدى العالمي يعقد في المدينة السويسرية الصغيرة في شهر كانون الأول/يناير من كل عام. لكن ذلك التقليد الذي أصبح عريقا بدأ في التغير بعد ثلاثين عاما على انعقاد دورته الأولى في دافوس. فقد دفعت تفجيرات نيويورك وواشنطن التي جرت في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، إدارة المؤتمر إلى نقل دورته المقبلة إلى مدينة نيويورك التي كانت تكبدت النصيب الأكبر من خسائر التفجيرات المشار إليها، في لفتة تضامنية مع الولايات المتحدة، وعاصمتها واشنطن، ومدينتها الأكبر، نيويورك. هكذا شهدت المدينة الأميركية انعقاد أول مؤتمر للمنتدى يعقد خارج دافوس في تاريخه. وقد وصفت دورة نيويورك بأنها دورة خاصة، تمييزا لها عن الدورات العادية التي كانت تعقد في دافوس وفي موعدها المحدد، في كل عام، وهو أواخر شهر كانون الثاني/يناير من كل عام. وفي العام التالي، اختارت إدارة المنتدى شاطيء البحر الميت مكانا لانعقاد مؤتمرها للمرة الثانية في تاريخه خارج دافوس. كان ذلك في 21 حزيران/يونيو 2003. ولكن تجب ملاحظة أن المؤتمر الذي عقد على شاطيء البحر الميت، لم يكن بديلا عن مؤتمر دافوس نفسه، إذ كان المؤتمر قد عقد في المدينة السويسرية كالعادة في موعده المحدد في كانون الثاني/يناير العام 2003، ولم تكن دورة البحر الميت سوى دورة استثنائية، أو «نسخة إقليمية»، بتعبير الأدبيات الصادرة عن المنتدى. وهنالك فارق بين «النسخة الإقليمية» وبين «المؤتمر السنوي»، فما عقد في الأردن العام 2003، كان اجتماعاً استثنائياً سنوياً للمنتدى الاقتصادي العالمي، تحت عنوان «رؤى لمستقبل مشترك». ولم يكن انعقاده بديلا عن مؤتمر دافوس «السنوي» الذي كان عقد في المدينة السويسرية تحت عنوان: «بناء الثقة». ويبدو أن نجاح التجربة، قد أثمر ضرورة استنساخها، وتكرار عقدها إلى جانب المؤتمر السنوي، وهكذا عقد المنتدى مؤتمراته الاستثنائية الثلاثة التالية على شاطيء البحر الميت، قبل أن يعقد في شرم الشيخ في مصر العام 2006، ثم يعود إلى البحر الميت في العام التالي، ويرجع إلى مصر في العام 2008، قبل أن يعود إلى البحر الميت هذا العام. وقد أعلن في ختام المؤتمر الأخير في السابع عشر من الشهر الجاري، أن المؤتمر الاستثنائي التالي سوف يعقد العام المقبل في المغرب.
الملك عبد الله واستضافة دافوس بحسب مسؤول سابق عمل بمعيته لسنوات، كان الملك عبد الله الثاني المحرك الرئيس وراء استضافة مؤتمر دافوس على شاطيء البحر الميت. بدأت القصة حين ألقى الملك خطابه الأول في دافوس العام 2000، بعد عام على اعتلائه العرش. لفت عبد الله الثاني أنظار قادة العالم إلى «عمق طرحه وثراء مضامينه»، على ما يستذكر المسؤول. ففي تلك الرحلة، التي رافقته فيها عقيلته رانيا العبد الله، تحدث الملك مع كلاوس شواب، رئيس المنتدى ومؤسسه، حول إمكانية التئامه على الشاطئ الشرقي للبحر الميت. وبات الملك عضوا فاعلا في مجلس أمناء «دافوس»، ما ساهم في إدامة هذه الدينامية وتطويرها وبناء تواصل دائم مع إدارة المنتدى، عبر رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله، الذي كلف متابعة هذا الملف. العام 2003، أثمرت الاتصالات عن الموافقة على طلب الأردن استضافة أول منتدى عالمي في المنطقة بما يحمله من مضامين سياسية واقتصادية. |
|
|||||||||||||