العدد 77 - الملف | ||||||||||||||
السجل - خاص في آخر سويعات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد أخيرا على شاطئ البحر الميت، أطل الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ليعرض بضاعة سياسية خطفت أضواء الفلاشات بعيداً عن قاعات الصفقات الاقتصادية. فقد طالب بيريز الرئيس السوري بشار الأسد بالبدء في مفاوضات مباشرة، وطالب العرب بتعديل مبادرتهم المعروضة على بلاده منذ عام 2002. مطالب بيريز ومناوراته السياسية وردت في مؤتمر صحفي قاطعه عدد كبير من الصحفيين الأردنيين، وقد عُقد بالتزامن مع اختتام فعاليات المنتدى، الذي شاركت فيه نحو 1400 شخصية سياسية من خمس وثمانين دولة، بحسب القائمين على هذا المنتدى الكوني. في القاعة الرئيسية، كان الملك عبد الله الثاني قد رعى للتو حفل اختتام منتدى البحر الميت الخامس. بيريز حمل عدّة رسائل في أكثر من اتجاه: دعوة سورية إلى حوار مباشر، تجديد مطالبة العرب بتعديل مبادرتهم في ما يتصل بحقوق اللاجئين، واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بدون شروط. على مدى ثلاثين دقيقة، حاول بيريز المناورة في معرض ردّه على أسئلة الصحافيين، وسعى للظهور حمامة سلام، مستذكرا كيف عرض عليه الرئيس الراحل حافظ الأسد الدخول في مفاوضات سلام مباشرة حين استلم رئاسة الحكومة عقب مصرع إسحق رابين في خريف 1995. «قلت للأسد أعطني شيئا أو موعدا، فأنا لا أستطيع أن أذهب إلى الانتخابات (1996) على معدة خاوية»، حسبما قال بيريز. وأضاف: «في المحصلة تلكأ الأسد في الرد ولم يحدّد موعدا للمفاوضات». مسؤول أردني سابق لفت إلى «ميكيافيلية» الرجل الثمانيني، الذي تميز كثير من معاركه الانتخابية بالإخفاق حتى سمي ب»الخاسر». المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته، ذكّر بتوصيات الملك الراحل الحسين بن طلال وزراءه وسفراءه بأخذ الحيطة والحذر من «خدع بيريز»، مشيرا إلى أن الأردن ما زال يواصل نهج التحوط من بيريز، مع أن منصبه الحالي رئيساً للدولة بروتوكولي بحت، لا يخوله اتخاذ قرارات ذات شأن. وقد تسرب لاحقا بأن الديوان الملكي طلب من الصحف اليومية، عدم إبراز خبر بيريز وتحاشي نشر صورته في اليوم التالي. قبل وصول بيريز «المسرحي»، نشطت في الكفّة المقابلة شخصيات عربية في مقدمتها أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. موسى وعريقات رفضا مزاعم إسرائيل حول الخطر النووي الإيراني، وطالبا الرئيس الأميركي باراك أوباما بوضع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام استحقاقات السلام. موسى طالب تل أبيب بتحديد موقفها إما السلام أو اختيار «طريق أخرى»، في إشارة ضمنية إلى المقاومة و/أو الحرب. عريقات، أكد أن الكرة في ملعب أوباما الذي التقى نتانياهو الاثنين 18/5/2009 في واشنطن. حول إيران قال عريقات «نريد من هذه الدولة الموجودة في الإقليم، إضافة دولة فلسطينية إلى الخارطة، لا أن تتوعد بإزاحة أخرى»، في إشارة إلى تلويح رئيسها أحمدي نجاد بشطب إسرائيل من الوجود. مع أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي كان تلقى دعوة لحضور هذا المنتدى العالمي، بحسب المنظمين، فإنه لم يحضر. وغابت سورية الرسمية عن المنتدى، الذي شهد نشاطا مكثفا خلف الكواليس لجمال مبارك، نجل الرئيس المصري. |
|
|||||||||||||