العدد 76 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
عُقد قبل أيام المؤتمر الطالبي الرابع، الذي ترعاه مديرية التربية والتعليم لمنطقة عمان الأولى. هذا المؤتمر هو استمرار لفكرة إحدى مديرات المدارس، ولا شك أنها فكرة رائدة، لكنها تحتاج إلى إعادة نظر، لأنها تشكل في شكلها الحالي تظاهرة طالبية مفرغة من محتواها، فكلمة «مؤتمر» بالنسبة إلى ما يُعرض هي لباس فضفاض جداً لمجموعة من الطلاب يحاولون الوصول إلى الإبداع بمساعدة معلّميهم الذين لا يمتلكون أيّ قدرة إبداعية عدا أنهم معلمون، ليخرج في ما بعد العمل مشوّهاً، مع تصفيق حار من المسؤولين الذين يتنكبون المقاعد الأمامية. شتان ما بين هذا المؤتمر متواضع الإمكانيات، وبين مسابقة الكورال التي عُقدت بمدارس الجامعة قبل أسبوع مثلاً، والتي تفرغ لها متخصصون في الموسيقى والمسرح، حيث قُدم خلالها أوبريتات مهمة وكوبليهات وموشحات غاية في الجمال والإتقان، لأنها خرجت من تحت أيدي مبدعين حقيقيين. أما المؤتمر الطالبي، فلا يختلف اثنان على أنه يدور أصلاً حول شخصنة بحتة، تعلَم بها المديرية والوزارة ولا تعلمان، فمن الظلم أن يتبنى إنسان ما فكرة ليصبح بعد ذلك الأب الروحي لها، ويصبح أيضاً أحد أعضاء اللجنة المركزية التي أبعد ما تكون عن الإبداع والخلق، ثم يصبح ذلك الشخص العرّابَ الأبدي للمؤتمر، فهو يتدخل في النصوص المتقدمة التي هي أصلاً من الإنترنت، وإذا أردنا الوقوف بشكل دقيق على الفقرات المتقدمة، فهي فقرات غوغائية، لا تمتلك –لكي يصفق لها الجمهور- إلا ذكر الرموز الوطنية لتُعطى رخصة التفوق، متناسيةً أن القيادة في هذا البلد أطلقت مبادراتها لتصل إلى حدود الإنسان المبدع والخلاّق، لأن زمن الهتافات انقضى عهده. لماذا لا تقف إدارة المؤتمر عند حدود مسؤوليتها، لفرز الصحيح من الغث، على أن يتم الفرز عن طريق مبدعين يُعنون بالإبداع، أو فليتوقف هذا التلقين المفرغ. يسار ملحم |
|
|||||||||||||