العدد 76 - حتى باب الدار
 

يوم الاثنين الماضي 11 أيار/مايو الجاري قال المهندس موسى المعايطة، وزير التنمية السياسية، أمام طلاب جامعة اليرموك إنه «لا داع للخوف من الانتساب إلى الأحزاب».

في الواقع ليس هناك في البلد خوف من الانتساب إلى الأحزاب، بقدر ما هناك من ملل من هذا الانتساب. لو كان هناك خوف لانقسم الطلاب بين شجعان وغير شجعان، فانتسب الأوّلون إلى الأحزاب وخاف الأخيرون من هذا الانتساب.يمكن بسهولة ملاحظة أن مثل هذا الانقسام غير قائم لا في الجامعات ولا في غيرها، بل هناك على صعيد النشاط السياسي انقسام بين أغلبية «زهقانة» للسياسة وأقلية «تبازط» أو «تقالش» بما هو متوافر من نشاط سياسي وحزبي.

الوضع القائم حالياً في الجامعات يثير الحيرة، فمن جهة يمنع النشاط الحزبي العلني والرسمي، ومن جهة أخرى لا يعاقب الطالب الذي ينتمي فعلاً إلى أي من الأحزاب على انتمائه لهذا الحزب، لذا فهو وضع ممل فعلاً، فالطالب العادي الملتزم بالتعليمات والأنظمة لن يكون مستعداً للانتماء إلى حزب، رغم علمه أن انتماءه إلى هذا الحزب لن يعني له الشيء الكثير لا سلباً ولا إيجاباً.

في اليوم الذي كان فيه وزير التنمية السياسية يوجه هذا الكلام إلى الطلاب، كان رئيس الوزراء الأسبق عدنان بدران، وهو رئيس حالي وسابق وأسبق لأكثر من جامعة، يفسر عبر شاشة التلفزيون الأردني عدم السماح بالنشاط الحزبي في الجامعات، بقوله إنه لا يجوز لنا أن نفرض على الطالب حزباً معيناً من الأحزاب المتوافرة حالياً وهي في مرحلة التكوين، فربما أراد هذا الطالب في المستقبل أن يؤسس حزباً خاصاً به، فلماذا نقطع عليه خياراته؟.

أغلب الظن أن الطالب الذي يريد ممارسة اي نشاط سياسي سواء على طريقة الوزير أو على طريقة رئيس الوزراء، لن يتمكن من ممارسة «الشبوبية» السياسية، وهي مسألة ضرورية في هذه المرحلة العمرية.

العمل السياسي في البلد.. التهاب الزائدة “التعدودية”
 
14-May-2009
 
العدد 76