العدد 76 - رزنامه
 

السجل - خاص

في معرضه الجديد «فقاعات وخربشات»، يقدم «صلصال» خلاصة إبداع عشرين فناناً وفنانة عملوا على إنتاج قطع خزفية ضمن أشكال تمزج بين أصالة الماضي وروح العصر.

تنوعت القطع المعروضة والمصنوعة يدوياً لتشمل: الفازات، وأواني الزينة والإنارة، وأواني المطبخ، وصحون الفاكهة، وصحون الطعام، وأطقم الكاسات وفناجين القهوة، بأحجامها المتعددة.

شُغلت القطع ضمن رؤية تصميمية تتمحور حول شكلين محددين: الأول «الفقاقيع»، حيث أُفرغت القطعة من الأعلى لتوحي بشكل دوائر متعددة الأحجام، تتراصّ جنباً إلى جنب، أو تتناثر على الإطار. والشكل الثاني هو «الخرابيش»، وهنا يقدم «صلصال» صحوناً رُكّب فوقها ما يشبه قطعة الخيش أو الشبكة التي تمتد من وسط الصحن حتى أطرافه، وقد يخرج جزء من الشبكة خارج دائرة الصحن، أو قد تنتشر نتفٌ منها على أطرافه، ويبرز جمال هذه القطع من خلال التقنية اللونية التي تحدد قاعدة القطعة أولاً، ثم يكون التحديد أكثر دقة لقاعدة الشبكة التي تتفرد بلون خاص بها. كذلك تشتمل الخربشات على إطارات رُسمت عليها أشكال تجريدية من خطوط متقاطعة ودوائر متداخلة ورشقات بالفرشاة تنثر الألوان بعشوائية مدروسة. استثمار جماليات الخط العربي، الكوفي والثلث والمغربي، ليس جديداً على تصاميم «صلصال» منذ بدأ عمله العام 1992، لكن المجموعة الجديدة في هذا المعرض تروّس القطع بعبارات وأقوال عربية مشهورة، عمد المصممون إلى إفراغ حواف الحروف من أعلى لتبدو كأنها هضاب وجبال تتدرج بانحناءات لطيفة غير حادة.

تستوحي القطع أيضاً الأشكالَ الهندسية والزخارف والرموز التي تعود لحضارات قديمة، وتعمد إلى إظهار جماليات الطبيعة الأردنية من خلال رسومات المها والجمال والطيور التي تنتشر في محمية ضانا، لتقدمها بألوان متماوجة ومتدرّجة تشجع الزائرين والسيّاح على اقتنائها.

في هذا المعرض الذي زارته الأميرة عالية بنت الحسين، والأميرة ثروت الحسن، والأميرة عالية كريمة توفيق الطباع، يؤكد «صلصال» على دعمه الاجتماعي والإبداعي لفنانين وفنانات درسوا فن الخزف، ليتاح لهم في ما بعد استثمار مواهبهم وطاقاتهم المتفردة.

يتسم «صلصال» في إدخال فلسفة تذوق جماليات الفن لكل بيت، ودعوة الجمهور للتواصل اليومي مع قطع فنية جميلة. وتكمن رسالة «صلصال» كما تؤكد مديرته ريم حبايب لـ«ے»، في إعادة إحياء مادة الصلصال التي انتشرت بشكل كبير في ما مضى، وإعادة تشكيل هذه المادة لتصبح قطعاً ذات تصاميم مبتكرة وألوان جذابة. «كل قطعة من الخزف تمر قبل خروجها للنور بمراحل متسلسلة، تؤكد روح العمل الجماعي، حيث يساعد الفنانون بعضهم بعضاً، ويتحاورون حول اختيار الألوان والتصاميم والخطوط والشكل النهائي للقطعة»، تقول حبايب.

الزائر لـ«صلصال»، سيشعر بالألفة في كل ركن من أركان «البيت»، وبالروح التعاونية التي ارتضاها كل فرد من عائلة «صلصال».

“فقاعات وخربشات”: إعادة إحياء الصلصال
 
14-May-2009
 
العدد 76