العدد 76 - ثقافي | ||||||||||||||
السجل - خاص منذ إعادة تفعيلها عمّانياً قبل عقدين من الزمان، بعد بداية قوية في الكويت، تسعى جمعية الحنونة للثقافة الشعبية، لاستعادة وهج الذاكرة الشعبية الملتصقة بالأرض، وتؤكد في حراكها على أهمية الثقافة الشعبية، ليس في بعدها الفلسطيني فقط، ولكن أيضاً في امتداده الشامي، وصولاً إلى بُعد عربي يحيط بالثقافة الشعبية للبلدان العربية المختلفة، في جهتيها المشرقية والمغاربية. في هذا الإطار تنظم الجمعية للعام الثاني على التوالي، أسبوع «حرّاس الذاكرة»، الذي تُختتم فعالياته بندوة في نقابة المقاولين حول «القدس» (الجمعة 15 أيار/مايو)، بمشاركة صبحي غوشة وخليل التفكجي وعلي محافظة وزيدان كفافي. الحفل الفني الأكبر ضمن فعاليات الأسبوع، تحييه في الثامنة من مساء الخميس 14 أيار/مايو على مسرح الأرينا، فرقة الحنونة، عبر تقديم عرض «حُطّي عَ النار يا جدّة» الدرامي الغنائي الموسيقي الراقص، من إخراج وإعداد وسينوغرافيا خالد الطريفي، وإكسسوارات وملابس وديكور بشرى حاجو. يؤكد العرض أن الذاكرة الفلسطينية، مع صمودها في اختبار الزمن وتقلباته، ما زالت منذ النكبة الأولى، وحتى آخر جملة في الدّرس المفتوح على سبات الضمير وليله الطويل، تستقي أسباب توقّدها من نبض الحكاية المشدودة كوترٍ بين الأرض والسماء، والمتجذّرة بهوية وطنٍ لم يفلح الاحتلال في محوه من الذاكرة أو نفيه من الوجدان. يوظف الطريفي في عمله الجديد رمز الجراد الذي يأتي على الأخضر واليابس، ويُواجَه بالمقاومة من كل الناس بمن فيهم الأطفال. وتُلازم العملَ ثيمةٌ رئيسة تتمحور حول رمز الجدة أو السيدة التي تشير إلى فلسطين بمكوناتها الزاخرة بمخزون الثقافة الشعبية، بتقاليدها وحكاياتها وعاداتها وأزيائها، وهو الرمز الذي جعل منه الطريفي علامةً راسخةً، وشاهداً حياً ما زال يستقي روافده من شرط الانتماء لجوهر الحياة ونبضها الدائم في الوعي والوجدان. أهمية الثقافة والموروث الشعبي في حماية الذاكرة الفلسطينية التي ترفد الحاضر وتصوغ حلم المستقبل، وتعزز قيم الانتماء الوطني من أجل حصانة الأجيال المقبلة، هو ما أكده كل من العين طاهر المصري، وأمين عام وزارة الثقافة الشاعر جريس سماوي، ورئيس فرقة الحنونة موسى صالح، في مستهل انطلاق «حراس الذاكرة» في مدرج الحسن بالجامعة الأردنية، لافتين إلى خطورة ما تقوم به إسرائيل من سطو وتدمير منظمَيْن لمعالم التراث الفلسطيني، وداعين إلى التمسك بحق العودة والحفاظ على القدس بوصفها الرمز الجوهري لفلسطين. شاركت في الأسبوع فرق محلية وعربية: «الحنونة»، «أجراس العودة» القادمة من سورية، بلوحاتها الغنائية الراقصة التي عرضت ملامح الحياة الشعبية في عموم فلسطين، مثل لوحة البحارة التي تروي تفاصيل البحر في حيفا وعكا ويافا، وتصور معاناة الصياد الذي يغامر في البحث عن لقمة العيش عبر قاربه البدائي. وكذلك لوحة السامر التي تروي غناء البدوي ورقصه في صحراء النقب وهو يتسامر مع الرمال ومع شوقه لمحبوبته. إضافة إلى لوحة الحنّاء، ولوحة الحلاّق والحصّاد والحدّاء الذي يتنقل بين المدن والقرى باثّاً أخبار العامة والخاصة. فرقة «بلدنا» وقائدها ومؤسسها الفنان كمال خليل، وابنتاه هيفاء وبيسان، وعبد الحليم ونور أبو حلتم، كانوا على الموعد، وفرقة «شرق» الشابة التي نضجت واستوى عودها وظهرت تجلياتها مبكراً، وصار اسمها شاهداً على قدرة فنانين أردنيين بعمر العطاء، على خلق تمازج خلاّق بين الموسيقى الشرقية الصافية، وبين بعض ملامح الموسيقى الغربية. كما عُرضت في أسبوع «حرّاس الذاكرة» أفلام من بينها، فيلم «النكبة»، في مقر الهيئة الملكية للأفلام، بحضور مخرجة الفيلم روان الضامن. كما أقيمت في سياق متواصل ندوة حول مفهوم «حراس الذاكرة» في مقر نقابة المقاولين. وفي دارة الفنون، يتواصل معرض لرسومات الفنان البرازيلي كارلوس لطوف، وبحضوره شخصياً. وللشعر نصيب في أسبوع «حراس الذاكرة»، حيث ألقى شعراء، من الأردن (نايف أبو عبيد)، وسورية (عمر الفرا)، ومصر (سيد حجاب)، قصائد انتصرت للأرض والإنسان. وكان مركز زها الثقافي، حاضراً أيضاً عبر ورشة عمل تفاعلية للأطفال بحضور المخرجة سمر دودين والرسام طارق عريضة. وحلّ السياسي مصطفى البرغوثي ضيفاً على الحفل. كما أقيم بازار تراثي شعبي في جمعية الشابات المسيحيات بحضور مجموعة من المؤسسات والجمعيات المحلية. |
|
|||||||||||||