العدد 11 - اقليمي
 

حدد فوز المرشح الجمهوري جون ماكين في ولاية ساوث كارولاينا وجهة السباق الذي يتقدم فيه على كل من مايك هيكابي وفريد ثومبسون وميت رومني. أما رودي جيلياني عمدة نيويورك السابق وبطل 11 أيلول، كما دأب قادة حملته الانتخابية على تقديمه، فهناك ما يشبه الإجماع على أنه قد خرج من السباق ولم يبق أمامه سوى الإعلان رسميا عن ذلك.

وريما كان من السابق لأوانه القول إن ماكين حقق انبعاثا بفوزه في ساوث كارولاينا فما زال الطريق أمامه طويلا، غير أن فوزه الأخير وضعه على رأس قائمة المرشحين الجمهوريين. ويرى مايكل توماسكي، محرر الشؤون الأميركية في صحيفة الغارديان البريطانية أن” السباق النهائي بين المرشحين الجمهوريين سوف يكون بين ماكين وميت رومني الذي ينتمي إلى الطائفة المورمونية.

حظوظ ماكين تقوم على أنه محارب وأسير سابق في فييتنام. لكن هذه الميزة لن تلعب دورا مؤثرا في مسيرته الانتخابية، فقد رشح الديمقراطيون في انتخابات العام 2004، مقاتلا سابقا في فييتنام هو جون كيري، ولكنه لم يفلح، فالحرب على العراق كانت آنذاك في عامها الأول، ولم تكن أبعاد التدخل الأميركي في العراق قد اتضحت بعد.

أما اليوم فإن السباق على الانتخابات يجري ، في وقت تكاد تغيب فيه الحرب على العراق عن برامج المرشحين. مجلة “ذا نيشن” الأميركية تقول “إن ذلك قد يعود إلى ملل الجمهور من حرب تمضي نحو عامها الخامس، أو إلى عدم تصدي الديمقراطيين إلى طرح موضوع إنهاء الاحتلال، أو ربما بسبب انخفاض حجم الخسائر الأميركية في العراق بفضل “خطة بترايوس” التي طبقت في أيلول الماضي”.

لكن المجلة ترى أن الحرب حاضرة في مناظرات المرشحين وبرامجهم من خلال الاقتصاد الذي يعاني من ركود يعترف به الجميع، فالركود الاقتصادي الذي تعاني منه أميركا اليوم هو نتيجة الإنفاق الكبير على حرب لم يكن على الإدارة الأميركية أن تخوضها، كما ترى المجلة، وتستعيد ما قاله الاقتصادي جوزيف ستيغليتز، الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد الذي قدر تكلفة الحرب على العراق بنحو 2 تريليون دولار. وتشير المجلة إلى توقعات اقتصاديين بأن تكاليف الحرب في العام 2008 سوف تناهز 165 بليون دولار، وهو مبلغ يقول “مشروع الأولويات الوطني” إنه يكفي لتغطية تكاليف الرعاية الصحية لنحو 44 مليون أميركي، أو لبناء 1.2 مليون وحدة سكنية ، أو تزويد 161 مليون منزل بالطاقة المتجددة.

مثل هذه المقاربات لا تستحوذ على اهتمام ماكين اليميني الذي يتخذ من الرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغان “بطلا”، كما أعلن في أكثر من مناسبة، فهو مدافع عنيد عن سياسة الرئيس جورج بوش في العراق، ومؤيد للحرب على الإرهاب والأصولية الإسلامية، ومع اتخاذ موقف حازم من الهجرة غير الشرعية. وترى المجلة أن أيديولوجية ماكين هي مزيج من سياسات تيودور روزفيلت، صاحب سياسة العصا الغليظة، وباري غولدووتر أبرز دعاة الحرب الباردة ورونالد ريغان الذي كثيرا ما يوصف بأنه محافظ في فترة ما قبل المحافظين.

عاملان، ترى صحيفة الغارديان أنهما قد يعيقان مسيرة ماكين: قرب نفاذ الأموال المخصصة لحملته الانتخابية، وذلك مقابل أموال لا تنفذ لدى رومني، واعتماده على الناخبين المستقلين، والذين لا يسمح لهم في عدد كبير من الولايات الرئيسية بالتصويت.

الانتخابات الأميركية: ماكين أمل الجمهوريين.. مزيج من روزفلت وريغان، وأموال حملته تكاد تنضب!
 
24-Jan-2008
 
العدد 11