العدد 76 - دولي | ||||||||||||||
السجل - خاص رغم مضي عقود على انكشاف أمر أعضاء ما يعرف بحلقة كيمبردج من الجواسيس العاملين في خدمة المخابرات السوفييتية (كي بي جي)، فإن هذه الحلقة ما زالت تثير الاهتمام، وما زال كثير من أسرارها طي الكتمان، وأسرار أخرى تتكشف بين حين وآخر. السر الجدد الذي اكتشف مؤخرا هو اسم “الرجل الخامس” في تلك الحلقة، وهو آرثر وين، الذي كان باحثا طبيا بارزا وخبيرا في شؤون التغذية في الأربعينات والخمسينيات من القرن الماضي، وكان عضوا في مجلس الفحم الوطني، كما عمل خبيرا في وزارة التكنولوجديا البريطانية التي كان يشغلها آنذاك توني بن، أحد أبرز قادة حزب العمل البريطاني. وبقي وين نشطا حتى وفاته العام 2001. مثل أعضاء الحلقة الأربعة الآخرين، كان وين طالبا في جامعة كيمبردج حين تم تجنيده للعمل مع المخابرات السوفييتية عام 1941، لكن هويته لم تنكشف مثل أعضاء الحلقة الآخرين، فبقي غير معروف، حتى سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991، حيث تمكن بعض الجواسيس الأوروبيين، بالتعاون مع ضباط سابقين في جهاز المخابرات السوفييتي من الوصول إلى وثائق تشير إلى أن وين هو الرجل الخامس في حلقة كيمبردج، ولكن ذلك لم يتأكد في حينه. غير أن مقالا كتبه ثلاثة مؤرخين في مجال الجاسوسية، في مجلة أميركان ويكلي ستاندرد، أكد أن الجاسوس الذي كان يشار إليه باسم سكوت هو في الواقع آرثر وين، وأن زوجته المقيمة في لندن، والتي بلغت السادسة والتسعين من العمر هي التي ضمته إلى حلقة كيمبردج. وكان أمر حلقة كيمبردج بدأ في الانكشاف في العام 1951، حين اكتشف أمر اثنين من أعضاء الحلقة هما غاي بيرجس ودونالد ماكلين، ولكن قبل أن يصدر أمر بالقبض عليهما تمكنا من الهرب تحت جنح الظلام. وفي ذلك الحين راجت عبارة “الرجل الثالث” في أروقة جهاز المخابرات البريطانية، والذي افترض أن هنالك جاسوسا ثالثا، هو الذي أبلغ الجاسوسين الهاربين بأن أمرا سيصدر بالقبض عليهما فتمكنا من الهرب. وبدأ الشكوك تحوم حول الجاسوس الأسطوري كيم فيلبي، الذي كان آنذاك يشغل منصب وحدة مكافحة الشيوعية في جهاز المخابرات. وقد طلب من فيلبي أن يتقدم إلى استجواب أمام مجلس النواب البريطاني باستخدام جهاز كشف الكذب. ونجح فيلبي في الاختبار فلم يسجل عليه أي ارتباك. ومع ذلك فقد عزل من منصبه. وفي العام 1963 تأكدت الشكوك حول فيلبي، فصدر أمر بالقبض عليه، وكان حينذاك في بيروت، وحين علم بالأمر هرب من حفلة كان يحضرها مع زوجته إلى موسكو على متن باخرة سوفييتيه. حينذاك، راجت فكرة وجود “الرجل الرابع” الذي افترض جهاز المخابرات البريطانية أنه أبلغ فيلبي بأمر القبض عليه وطلب منه الهرب. وفي السبعينيات، اكتشف أمر الرجل الرابع، ولم يكن ذاك غي ديفيد بلانت، خبير اللوحات الفنية في قصر بكنغهام. وحين حاول رجال المخابرات البريطانية القبض عليه، أبرز لهم وثيقة كان وقعها مع المخابرات نفسها في وقت سابق من الستينيات، اعترف فيها بأنه كان جاسوسا سوفييتيا، مقابل أن يترك لشأنه وفي منصبه نفسه. وهو ما حدث. لم يضع أحد فرضية وجود رجل خامس في الحلقة، حتى قبل أيام حين أعلن المؤرخون: جون إيرل هاينز، وهارفي كلير وألكساندر فاسيلييف، وهو ضابط مخابرات سوفييتي سابق أن وين كان العضو الخامس في حلقة كيمبردج. |
|
|||||||||||||