العدد 11 - أردني | ||||||||||||||
السّجل- ليندا معايعة
وراء الرضيعة التي وجدت متروكة في حاوية «جبل عمّان» في أيلول/سبتمبر الماضي قصة حب سريالية بطلاها شاب وفتاة انحرفا صوب علاقة محرمة، جراء معارضة الأهل. لكن ثمن لم شمل الوالدين كاد أن يودي بحياة رضيعة- ثمرة العلاقة التي عاندت الأهل والمجتمع. الصدمة التي تركها عثور عامل «الوطن» على الرضيعة في حاوية قمامة، قبل دقائق من دفع القمامة إلى كابسة النفايات تمهيدا لطحنها، هزّت المجتمع الأردني، وقرعت جرس الإنذار، لجهة حجم مشكلة الأطفال مجهولي النسب. في التفاصيل، ارتبط الأب والأم بعلاقة حب منذ أكثر من عامين تقدم خلالها مرتين لخطبتها من أهلها، إلا أنهم صدّوه بسبب الاختلاف في الطبقة الاجتماعية ومستوى التعليم. إذذاك تحولت العلاقة إلى لقاءات غرامية في «بيت الدرج» أثمرت حملاً غير شرعي رفضه الحبيب، وطالب بإجهاض الحمل أكثر من مرة. العاشقة أم المستقبل رفضت إلحاح العشيق، وتوقفت عن لقائه، وأخفت حملها عمن حولها حتى يوم الولادة، بحسب محضر تحقيق الشرطة. وانتهت الرضيعة في حاوية القمامة. بعد العثور عليها توصلت الأجهزة الأمنية إلى هويتي أبويها وتحفظ المدعي العام عليهما بعد توقيفهما في أيلول/ سبتمبر الماضي، بحسب محافظ العاصمة سعد الوادي المناصير. ثم استدعي ذوو الشاب والفتاة وربطوا بكفالة احترازية لضمان حياة الفتاة. وبعد التأكد من رغبة الطرفين في الارتباط بعقد شرعي أجريت مراسم الزفاف برعاية محافظ العاصمة. يستذكر المناصير، كيف استدعي والد الفتاة وأشقاؤها، وتم التحاور معهم حول ضرورة «لم شملهما بالحلال». وبعد أن اتفقت عائلة الفتاة وعائلة الشاب على تزويجهما، أخذ إقرار خطي بعدم تعريض حياتهما للخطر مستقبلاً. وفي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر أخلي سبيل الشابين، وأحيلا للقاضي الشرعي من أجل عقد القران بحضور ذويهما وأحد الوجهاء. هذه القصة، بدراميكيتها غير المسبوقة، انتهت نهاية سعيدة، بخلاف العشرات غيرها إذ غالباً ما تنتهي الفتاة- الحلقة الأضعف- في المقبرة في جريمة شرف. يؤكد المناصير أن الطفلة سلّمت إلى والديها بعد اقترانهما، وتعيش الآن في جو عائلي. من صلب المفارقة أن جدة الفتاة وخالتها هن اللواتي ألقين بالطفلة في حاوية القمامة، ورفضت طلب ابنتها بوضع حفيدتها في حديقة. يقدر الدكتور حسين أبو الرز، أمين عام وزارة التنمية الاجتماعية، عدد الأطفال مجهولي النسب خلال السنة الماضية بـ 36. يبين أبو الرز في حديثه لـ«السّجل» أن هؤلاء يعاملون رسمياً كمواطنين أردنيين، لديهم شهادات ميلاد مدوناً عليها تاريخ ومكان الميلاد، واسم الأم إذا كانت معروفة، وإذا لم تكن معروفة، يتم وضع اسم أب وأم مستعارين من دون اسم عائلة. يرفض أمين عام وزارة التنمية وصف «الأطفال مجهولي النسب» بالظاهرة، مؤكداً أنها مشكلة لم تصل لهذا المستوى، وهي موجودة منذ الأزل، وقبل الإسلام، لكن الإعلام يسلط عليها الضوء كثيراً. |
|
|||||||||||||