العدد 76 - أردني | ||||||||||||||
السجل - خاص من بين زعماء الكنيسة الكاثوليكية في دول المنطقة المتأججة بالحروب والاختلالات، انفرد بطريرك القدس السابق ميشيل الصباح بالتأكيد على البعد السياسي لجولة البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي أكد أنه جاء للحج لدى وصوله إلى عمان – محطته الأولى. في المقابل رفض الكاردينال نصر الله صفير، بطريرك الكنيسة المارونية، في لبنان وبطريرك كنيسة الكلدان الكاثوليكية في العراق عمانوئيل دلي، الحديث عن البعد السياسي، واكتفيا بتناول الدلالات الروحية لجولة بندكتوس السادس عشر في الأراضي المقدسة. أما ضيف الأردن، فلسطين، وإسرائيل، فتحاشى التطرق إلى السياسة والصراعات في منطقة مليئة بالألغام الأيديولوجية. في عمّان انحصرت تصريحات البابا بالبعد الروحاني، باستثناء انتقاده لمن «يوظفون الدين أيديولوجيا» ومن «يبررون قتل أبرياء». لكنّ بمجرد وصوله إلى إسرائيل، دعا رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى إقامة دولة فلسطينية. وكرّر ذلك في بيت لحم، محطته الأخيرة في رحلة حجّه. البطريرك الصبّاح قال لـ«السجل»: «نتوقع من الزيارة أن تأتي في قلب السياسة». وأردف رجل الدين المقدسي «نريد كلمة روحية لجميع القيادات السياسية: أن كفانا موتاً وظلماً وعذاباً للإنسان». «فمنذ 60 سنة ونحن في الأكاذيب. الكل يقول سلام والكل يعد للحرب»، حسبما قال مضيفا: «يأتي رؤساء دول وحكومات لزيارتنا ولا شيء يتغير. فنحن بحاجة إلى من يقول كلمة جديدة، إن شاء الله يستطيع أن يقولها، كلمة حق وكلمة تقبل لكل القيادات أن كفى كل هذه المماطلة. وأن السلام ممكن وما عليكم إلا أن تريدوه، فتصنعوه». أما البطريرك صفير فرفض الإدلاء بأي تعليق سياسي عن جولة البابا، أو الوضع في لبنان المقبل على انتخابات تشريعية الشهر المقبل، وسط توتر في الساحة الداخلية. واكتفى صفير بالقول: «رأينا أن الأردن يرحب أجمل ترحيب بقداسة الحبر الأعظم»، وحول مستوى التجانس بين المسلمين والمسيحيين في هذه المنطقة، أجاب صفير: «ليس هناك فجوة إنما المسلمون والمسيحيون جميعا يرحبون بقداسته. وهذا شيء كنا ننتظره ونأمل أن يستمر». بطريرك كنيسة العراق الخارج من ثلاث حروب واحتلال أميركي في ثلاثة عقود، حمل طرحا مشابها. إذ قال البطريرك دلي: «ننتظر أن يصلي من أجلنا ونصلي من أجله حتى يكون السلام والرفاء في هذا الشرق العزيز». ورفض البطريرك دلي التعليق عن تزايد معدلات هجرة مسيحيي العراق الذين كانوا يعدون مليونا و600 ألف نسمة. لدى وصوله إلى الأردن، أكد رأس الكنيسة الكاثوليكية أن جولته «تنحصر بالمضامين الروحانية بعيدا عن السياسة»، التي تشكّل محور حياة سكان هذه المنطقة الغارقة في الصراعات منذ ستة عقود ويزيد. مع ذلك ولج رأس الكنيسة الكاثوليكية تلميحا إلى السياسة والأيديولوجيا في عظته في اليوم الثالث من زيارته. إذ قال أمام 50 ألف مُصَلٍّ: «هذه أيضا شهادة للمحبة تحملنا على بذل حياتنا لخدمة الآخرين، لمناقضة نمط تكفير من سيبررون سلب حياة أبرياء آخرين». قد تكون تلك التلميحات إشارة ضمنية إما إلى حركات تكفير إسلامية تروج لتفجيرات انتحارية أو الحكومة الإسرائيلية التي أوقعت 1000 قتيل جنوبي لبنان العام 2006 ومثلهم في غزة قبل خمسة أشهر، حسبما علق أحد المؤمنين. في اليوم السابق، كان البابا انتقد من «يوظفون الدين لأغراض أيديولوجية». أمين عام مطرانية اللاتين في الأردن الأب حنا كلداني يرى أن البابا قصد «بالمطلق أي متطرف من أي دين أو عرق يبرر قتل الآخر». ويمضي كلداني إلى التوضيح: «البابا لا يعني الجماعات الإسلامية المتطرفة، بل أي تفكير يسلب حياة الأبرياء. اليهودي الذي يقتل طفلا في غزة، أو الأميركي في العراق، حيث قتل مليون و200 ألف نسمة، بحجة البحث عن أسلحة دمار شامل، وهم يرومون النفط». وخلص إلى القول: «المقصود بكلام البابا العالم الكبير، فهناك حركات هندوسية متطرفة في الهند وحركة التاميل في سريلانكا». |
|
|||||||||||||