العدد 75 - رزنامه
 

السجل - خاص

تحتفي لوحات الفنان الكندي خوزيه فينتورا، بالحلم والخيال والفانتازيا وعوالم السحر في الحكايات التراثية القديمة، مثل تلك الواردة في «ألف ليلة وليلة»، حيث الألوان الصريحة والخطوط السوداء التي تحدد الشخوص والأشكال في اللوحات التي تحتفي بالمرأة والبحر والموسيقى وجمال الطبيعة.

تبدو الشخوص دائماً كأنما تعيش في حاله عشق، وهي تقبض على آلة موسيقية وتتوحد معها، وهي الحالة التي نجح الفنان بإبراز جمالياتها من خلال التركيز على الأشكال الأيقونية التي تغني فضاء اللوحة، والتأكيد على إضاءتها بألوان متناغمة تبتعد عن أن تكون قاتمة أو محزنة، وكأنما الفنان يرى أن الفن هو الجانب المنير من الحياة، وهو التعبير عن اللحظات النادرة التي يقبض فيها الإنسان على سعادته.

تتجلى المرأة محوراً مركزياً في اللوحة، تضفي هالتها على ما يتجمع حولها من أشخاص أو موجودات، بخاصة الآلات الموسيقية التي تعبّر عن أجواء البهجة والمرح. وتبرز المرأة أحياناً حوريةَ بحر، ولا يخفى على المشاهد احتفاء الفنان بالبحر ومفرداته، حيث يصوره كأنما هو المرآة التي ينعكس من خلالها جمال العالم، ففضاء البحر يذكّر بفضاء السماء، ووجود المرأة في ظلاله يؤكد أنها منبع الحياة وأصل الخصب.

تصور بعض اللوحات حالة التكامل بين المرأة والرجل كما في اللوحة التي تُبرز رجلاً وامرأة داخل قارب يجلسان متقابلين بينما تحيط بهما كائنات البحر، وحمامة بيضاء تحلّق في الأفق تحتضن بجناحيها الشمس.

المعرض الذي افتتحته السفيرة الكندية في الأردن والعراق مارغريت هيوبر، في غاليري رؤى للفنون، حملَ عنوان «شغف»، وهو المعرض الأول الذي يقيمه الفنان في دولة عربية، وبعض الأعمال كانت نتاج إقامة فنتورا بعمّان، حيث انشغل خلالها بالتحضير للمعرض، فأنجز بعضاً من لوحاته المنفّذة بالإكريليك، وكثيراً من أعمال السيراميك والزجاج المعشق والمعدن.

لوحات فنتورا المولود في السلفادور العام 1955، والذي تنقل في دول عدة، وأقام في المكسيك قبل أن يحط رحاله في كندا، تؤكد على طابع يذكّر بالواقعية السحرية التي سيطرت على عوالم روائيي أميركا اللاتينية، من مثل: غابرييل غارسيا ماركيز، وإيزابيل الليندي، والروسي مارك شاغال، حيث مقاربة المشاعر الطفولية وخصوبة الموضوعات التي تقدَّم في مناخات وأجواء حلمية غرائبية تؤنسن مفردات الطبيعة وتحاورها بصمت بهيج.

يحمل الفنان شهادة الدبلوم في التصميم المعماري من مدرسة الفنون بالسلفادور (1975)، عمل منذ العام 1976 بالتصميم الغرافيكي وصناعة الدمى في متحف الإنسانيات في السلفادور. وفي العام 1979 انتقل للمكسيك لدراسة الأنثروبولوجي. واصل الرسم بعد انتقاله إلى كندا، مستلهماً ذكريات طفولته في بلده الأصلي، ومستكشفاً عالمه الجديد في كندا.

عمل العام 1991 في فرنسا، وبعد عودته إلى كندا عكف على تصميم لوحات الزجاج المعشَّق وتنفيذها، وبدءا من العام 1998 انشغل في تصميم وصناعة الآنية الخزفية التي تحمل المشاهد الحالمة لفردوس متخيَّل. عرض أعماله في دول منها: كندا، فرنسا، مكسسيكو سيتي وسان سلفادور.

معرض “شغف”: استلهام ألف ليلة وليلة
 
07-May-2009
 
العدد 75