العدد 75 - اعلامي | ||||||||||||||
أعلنت دار جامعة «كامبريدج» للنشر البريطانية، التي تُعد أعرق وأقدم دار نشر في العالم تم تأسيسها قبل أكثر من أربعة قرون، بمقتضى مرسوم ملكي أصدره هنري الثامن العام ١٥٤٨، احتمال الاستغناء عن ١٥٠ من عامليها الذين يعملون في أقسامها المختلفة وبمهن عدّة، في محاولة للتكيّف مع تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، لا سيما مع انحسار الصحافة الورقية، وتراجع المطبوعات أمام الثورة الإلكترونية. قرار «كامبريدج» أتى حلقة في مسلسل الأزمات التي تتعرض لها الصحافة المطبوعة في العالم، إذ أعلنت مجلة «press Gazette» على موقعها الإلكتروني اعتزام مالكيها «ويلمينجتون غروب» التوقف عن إصدار نسخها المطبوعة، وأيضاً الإلكترونية، مؤكدة أن عدد أيار/مايو المقبل سيكون الأخير المطبوع لتلك المجلة التجارية، التي صدرت أولى نسخها منذ ٤٣ عاماً. نقل عن البروفيسور جيم سيرون، رئيس قسم الإعلام بجامعة «ميدويسترن ستزيت» الاميركية، قوله إنه من بين ١٥٠ طالباً يقوم حالياً بالتدريس، هناك ٢٠ منهم يريدون امتهان الصحافة المطبوعة، وقال: «حتى لو تم إغلاق ٥ مؤسسات أخرى من كبريات دور النشر، أعتقد أنه ما زال بالإمكان استيعاب هؤلاء في مكان ما». ارتفاع خسائر الصحف الورقية زاد مؤخراً، وظهرت تداعيات الإغلاق على السطح، وبخاصة مع تفاقم الأزمة المالية العالمية، التي دفعت بالعديد من أصحاب الشركات للاستغناء عن موظفيها وتخفيض أعدادهم، توفيراً للنفقات، في حين بادرت بعض الصحف إلى الإغلاق مكتفية بنسخها الإلكترونية مثل صحيفة «Christian Science Monitor». يقول باتريك ماكجفرن، رئيس مجموعة البيانات العالمية، التي تصدر مجلتي «بي سي وورلد» و«إنفو وولد»، إن «الطبعات الورقية تحمل أخبار الأمس»، ومضى قائلاً: «ليكون الخبر خبراً، لا بد أن يصل للناس بأسرع وسيلة ممكنة»، وهو ما أصبح يمثل تهديداً حقيقياً للصحافة المطبوعة كصناعة ومشروع تجاري يهدف للربح، لا سيما «في ظل اتساع ظاهرة الإعلام الرقمي والكلف الباهظة أيضاً. ونقل «تقرير واشنطن» عن مركز «بيو» للأبحاث تقريراً مبنياً على نتائج استطلاع للرأي أكد انخفاض استهلاك القراء للصحف المطبوعة في العام ٢٠٠٨، مشيراً إلى أن ٣٩ في المئة ممن جرى عليهم المسح يقرأون صحيفة يومية مقابل ٤٣ في المئة العام ٢٠٠٦، بينما انخفضت نسبة قرّاء النسخ الورقية للصحف من ٣٤ في المئة إلى ٢٥ في المئة خلال هذين العامين. |
|
|||||||||||||