العدد 75 - الملف | ||||||||||||||
ليلى سليم مرض فيروسي يصيب الطيور وقد يصيب الخنازير، ومثل الفيروسات الأخرى، فإنه يأتي بأنواع متعددة، تصل إلى 25 نوعاً. وقد تمكن الفايروس في تحولاته من اختراق حاجز الأنواع، حيث سُجِّلت أول إصابات بشرية بالمرض في هونغ كونغ العام 1997. وكانت 18 حالة، أسفرت عن ست وفيات. تعتبر منطقة جنوب شرق آسيا، وتحديداً إندونيسيا، وفيتنام، وكمبوديا، وتايلند، هي البؤر الأخطر للمرض، فمنذ العام 2003، تم تسجيل ما يزيد على مئة حالة بشرية، توفي أكثر من نصفهم، ثم توالى اكتشاف الإصابات في تركيا، والعراق، ومصر، وروسيا، واليابان، وماليزيا، وكوريا، ورومانيا. من أعراض إصابة الطيور بالمرض انتفاش الريش، وتدني معدل وضع البيض، ولكنه في الحالات المتقدمة يفتك بأعضائها الداخلية، ويؤدي إلى نفوقها خلال 48 ساعة. أما أعراضه في الإنسان، فتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، مع إسهال وتقيؤ وآلام في البطن والصدر ونزيف في اللثة والأنف وصعوبة التنفس، ويمكن للمرض أن يتطور إلى التهاب رئوي حاد. تنتقل العدوى من الطيور إلى الإنسان من خلال المخالطة المباشرة للدواجن، أو من خلال التعرض لإفرازاتها، لذلك، فإن معظم الحالات المسجلة عالمياً كانت في مناطق ريفية، حيث تربي الأسر الدواجن في ساحات البيوت، وتتركها طليقة في الساحات وأماكن لهو الأطفال، ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن الفيروس يمكنه أن يظل في مخلفات الطيور مدة 35 يوماً، في درجات الحرارة المنخفضة (4 مئوية) وفي درجة حرارة مرتفعة، 37 مثلاً، يمكنه أن يبقى ستة أيام. من السلوكات التي تساعد في انتشار المرض أن الأسر الفقيرة التي تشكّل الطيور مصدر دخلها الأساسي، تعمد، في الغالب، إلى بيع الطيور أو استهلاكها عند ظهور أول علامات المرض عليها، علماً بأن الإصابة لا تحدث عند تناول لحوم الدواجن أو مشتقاتها المطهوة على درجة حرارة مناسبة (165 فهرنهايت)، حتى لو كانت هذه المنتجات حاملة للفيروس، بل تحدث الإصابة، في العادة، خلال عملية إعداد اللحوم للاستهلاك، أي خلال عمليات الذبح ونتف الريش والتقطيع، والتحضير للطهي. لهذا، فإن أبرز الاحتياطات الواجب اتباعها، إضافة إلى الطهو الجيد، عدم تناول أصناف الطعام المحضرة منزلياً، والتي يدخل في صناعتها البيض النيئ مثل المايونيز، كما يجب تجنب حدوث تماس بين منتجات الدواجن النيئة، مع أنواع أخرى من الطعام التي تستهلك نيئة. لا توجد بعد لقاحات ناجعة ضد فيروس إنفلونزا الطيور H5N1، فتحول الفيروس يجعل من ذلك أمراً بالغ الصعوبة، وقد قامت عدة بلدان بتطوير لقاحات ضده، ولكنها لم تصل إلى مرحلة أن تطرح تجارياً. |
|
|||||||||||||