ليلى سليم

سُمي المرض بهذا الاسم لأنه يصيب الجهاز المركزي العصبي للبقرة، ويدفعها للتصرف بغرابة، مثل فقدان السيطرة على الحركات، وفقدان القدرة على المشي بتوازن، والسلوك العدائي والعصبية.

يسود اعتقاد بين كثير من الناس أن مرض جنون البقر الذي يصيب الحيوانات هو ذاته الذي يصيب الإنسان، والحقيقة أنه مرض يصيب الأبقار فقط، واسمه العلمي (Bovine Spongiform Encephalopathy)، أما المرض الذي يصيب البشر، فهو مرض آخر اسمه (Creutzfeldt-Jacob Disease)، حيث وجد العلماء دلائل أكيدة على أنه يصيب الأشخاص الذين يتناولون لحوم أبقار مصابة بمرض جنون البقر.

ظهر المرض بين الحيوانات للمرة الأولى في بريطانيا، العام 1986، ثم تلته حالات أخرى في دول مثل: النمسا، والولايات المتحدة، وبلجيكا، وفرنسا، واليونان، وهنغاريا، وإيرلندا وغيرها. وبحلول العام 2003، كان قد تم الإبلاغ عن 185 ألف حيوان مصاب معظمها في بريطانيا. وفي نهاية العام 2006، كان هناك 200 مصاب بالمرض إصابة مؤكدة، 164 منهم في بريطانيا، 21 في فرنسا، والبقية يتوزعون على إيرلندا، والولايات المتحدة، وكندا، وإيطاليا واليابان، والبرتغال، وإسبانيا، والسعودية.

وصف المرض بأنه Spongiform، أي إسفنجي، لأنه يصيب الدماغ، فيقتل خلاياه ببطء، وفي مراحله الأخيرة، يكون الدماغ شبيها بقطعة اسفنج.

السبب الحقيقي للمرض ليس معروفاً على وجه الدّقة، ولكن دراسات ترجح أنه يصيب بالتحديد أبقاراً تتم تغذيتها بأعلاف تحتوي على بروتين حيواني.

حتى العلماء غير متأكدين تماماً من فترة حضانته، وإن كانوا يرجحون أنها يمكن أن تمتد إلى سنوات، ولكن بمجرد ظهور أول الأعراض، فإن دورة المرض لا تتعدى السنة، حيث تبدأ في المرحلة الأولى أعراض مثل: الأرق والاكتئاب والتشوش ومشاكل في الذاكرة والرؤية مع تغيرات في السلوك والشخصية. مع تقدم المرض يبدأ المصاب يعاني الخرف، ومن حركات لا إرادية، وفي المرحلة الأخيرة فإن جميع الوظائف العقلية والجسدية تفقد كفاءتها، ليدخل المريض في غيبوبة ويموت في النهاية.

جنون البقر يصيب الماشية كبيرة السن (أكثر من 30 شهراً)، أما مرض الإنسان فهو يصيب أيضاً كبار السن، أشخاص تراوح أعمارهم بين 50 و75 سنة، وإن سجلت حالات لصغار سن بعضهم في الثامنة عشرة من عمره.

لا ينتقل المرض بالعدوى بين الحيوانات، ولا ينتقل أيضاً من شخص إلى آخر. الطريقة الوحيدة لانتقاله، هي تناول الشخص لحم بقرة مصابة بالمرض، علماً بأن العامل المسبب للمرض لا يمكن القضاء عليه من خلال عمليات الطهو والمعالجة التي تخضع لها اللحوم، ومن هنا قامت بعض الحكومات، ومن بينها الولايات المتحدة العام 2003، بحظر أجزاء من الأبقار، هي الأجزاء الأكثر خطورة في نقل المرض، مثل: الدماغ، والعمود الفقري، والأمعاء، علماً بأن الحليب ليس عامل نقل له، وإن جاء من أبقار مصابة.