العدد 75 - كتاب
 

برزت الواسطة والمحسوبية عائقا أمام تطبيق القانون، هذه المرة في مجال اتفق على تسميته بأنه خط أحمر لا يجب تجاوزه: غذاء المواطن وقوت يومه.

هذه الحقيقة لمسها بوضوح الزميل الإعلامي عبد الوهاب الطراونة، معد ومقدم برنامج «دليل المستهلك»، الذي يستطلع حالة الغذاء، تحديداً في المحافظات، يقول الطراونة: «يعاني موظفو المؤسسة العامة للغذاء والدواء الذين يرافقوننا في جولاتنا في البرنامج، من إحراج شديد نتيجة صلات القرابة والجيرة بين أصحاب المحلات والمطاعم التي نقوم بالكشف عليها في البرنامج». وهذا ما دعا الطروانة، وعلى الهواء مباشرة، إلى مخاطبة المؤسسة بتطبيق نظام مختلف للتعيين في هذا المجال، واعتماد مراقبي الصحة «المكلفين بالكشف على مخالفات المطاعم» من مدن أخرى غير مدنهم أو بلداتهم الأصلية، ما يعفيهم من الإحراج، ويكون أدعى لتطبيق القانون.

ويدلل الطراونة على ذلك بالأداء الجيد لمراقبي الصحة من موظفي المؤسسة في العاصمة «حيث لا أهمية لتلك الصلات كما في المحافظات كما لمسناها».

مخرج البرنامج عبد الكريم العمري، يؤكد أن هناك مشكلة أخرى تعاني منها كوادر المؤسسة في المحافظات وهي: «قلة الخبرة والإطلاع على القوانين»، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مخالفات عديدة.

ويؤكد العمري أنه شعر من خلال جولات البرنامج التي يشترك فيها موظفون من مؤسسات الغذاء والدواء، الرقابة الصحية، مراقبة الأسعار، وبخاصة في العاصمة «أن هناك تحسناً ملموساً في أداء المطاعم والمحلات التي يتم الكشف عليها في البرنامج وتحرير مخالفات لها من قبل المؤسسة المختصة، وذلك بعد زيارتها مرة أخرى».

العمري يقوم بإخراج البرنامج منذ سنة وثلاثة أشهر، وهو أبدى سعادة وتقديرا بالغين لعودة إدارة التلفزيون عن قرار كانت اتخذته في أيلول/سبتمبر من العام الماضي، وكان يوافق شهر رمضان، بإيقاف معد ومقدم البرنامج عن العمل، وإيكال مهامه إلى زميل آخر، على خلفية بعض الخلافات الخاصة التي كان طرفا فيها.

مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني جرير مرقة، أعاد الطراونة للبرنامج بعد حل الخلاف بينهما بعد رمضان مباشرة. وقد برر قرار التوقيف آنذاك بأن مقدم البرنامج «خرج عن فكرة البرنامج وأهدافه».

وكان مرقة اتخذ قرارا بوقف الطراونة بعد أن صور مستودعات غير مطابقة لمواصفات التخزين والسلامة العامة تعود للمستثمر شكيب خرفان.

وكان الطراونة روى تفاصيل ما تم في تقارير صحفية بالقول «أثناء التصوير قام العاملون بالمستودع بالاعتداء على المصور وتحطيم الكاميرا، ما دفعنا للاتصال بالشرطة التي أجبرت المستثمر على فتح باب مستودعاته لموظفي صحة المجتمع في أمانة عمان، وقمنا بالتصوير».

ويؤكد الطروانة أن إدارة التلفزيون حالياً لا تتدخل في عمله، وأن قيامه بالتنويع في البرنامج بين الجولات التفتيشية على المطاعم ومحال بيع الأطعمة ومؤسسات الدواء التي اشتهر بها، وبين حلقات لمشاكل تهم المواطنين لها علاقة بالدخل وأنماط الاستهلاك الأخرى، كان نتيجة شكاوى مختلفة من المواطنين.

برنامج دليل المستهلك الذي يصور ميدانيا في الأسواق والمحلات التجارية لمعرفة أنماط الاستهلاك التي يقوم بها المواطن، يقدم المشورة وطرق الترشيد للاستهلاك للمواطنين عن طريق استضافة متخصصين في ظل الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار، وقد قام برصد حالات فساد كثيرة، أهمها محلات تذيب لحوما مجمدة وتبيعها على أنها طازجة، بالإضافة إلى ضبط أدوية فاسدة ومزورة في بعض الصيدليات.

عطاف الروضان: “دليل المستهلك”.. إعلام مختلف
 
07-May-2009
 
العدد 75