العدد 74 - رزنامه
 

السجل - خاص

افتُتح مهرجان عمّان للرقص المعاصر، الذي نظمه المركز الوطني للثقافة والفنون الأدائية بمؤسسة الملك الحسين، بالعرض الكوري «ايريرانغ» (وهو اسم أغنية وطنية عاطفية من الفلكلور الكوري، تعبّر عن توق الإنسان للحرية)، وقدمته على مركز الحسين الثقافي فرقة كيونغ شيل شوي للرقص المعاصر الكورية.

على مدار ساعة من الزمن، تابع الجمهور لوحات أدائية راقصة لأربعة شبّان، عبّرت عن حالات شعورية تتنازع الجوهر الإنساني: الحب، الكره، الهدوء، الغضب، الحرب، السلام.. وجدت صداها في الموسيقى التي تدرّجت بالصعود والهبوط، والهدوء والصخب وفقاً للحالة المتناولة. وأشّرت حركات الراقصين على توق الروح للبوح بمكنوناتها في تكامل غنيّ بين الجسد والروح، عمَّقها التصميم الرشيق للعرض الذي جاء وفق تقنيات جمالية وحركات حيوية أفادت من الجمباز والأكروبات والباليه، من جهة، وتوحدت بالموسيقى من جهة أخرى.

العرض الثاني ضمن المهرجان الذي عُقد خلال الفترة 20- 22 نيسان/أبريل 2009، بدعم من: أمانة عمان، السفارة الهولندية، السفارة الكورية، مطابع السفير، وفندق الأرينا سبيس، كان لفرقة «مانكوبي دانسكومباي» الدنماركية التي أسسها المخرج الفني ومصمم الرقص الشهير يينس بييريغارد، العام 2004، حيث قدمت الفرقة عرضاً راقصاً بعنوان «رمزي .. ساخر»، عبّرت لوحاته الأدائية عن التفاعل المتجدد مع التراث الشعبي ورموزه، من خلال استيحاء هذه الرموز وتوظيفها ضمن سياق حداثي، حيث مزج العرض بأداء هزلي، بين رقصات كلاسيكية قديمة، وأخرى حديثة.

المهرجان الذي عُقد ضمن ملتقيات شبكة مساحات التي تأسست العام 2006، وشملت كلاً من: تجمع مقامات للرقص (لبنان)، سرية رام الله الأولى (فلسطين)، تجمع تنوين للرقص المسرحي (دمشق)، والمركز الوطني للثقافة والفنون الأدائية (الأردن)، اختُتم بعرض مزدوج قدمته فرقة «جوليا ميريدو» الهولندية، وجاء على جزأين: «الهروب من الرمادي»، و«العظيم ماتبوغو». تصميم الرقصات كان بوحي من الأوجه المتعددة لتحقيق الطموح، وامتزجت فيه الأداءات الثنائية والثلاثية ضمن أسلوب مسرحي مبتكر، يوظف مفردات: الأقنعة، والخيال، والواقع، بتصميم كيروغرافي أدّاه الراقصون بخفّة وحيوية ضمن لعبة شدّ وجذب، تسقط بعدها الأقنعة/الوجوه المزيفة.

نُظمت على هامش المهرجان الذي يقام للمرة الأولى في الأردن، ورشة عمل لراقصين وفنانين من الأردن بإشراف المصممة الهولندية «جوليا ميريدو». وركّزت الورشة على الأساليب التي يمكن استخدامها لاكتشاف حركات الجسد كأداة للتعبير.

وكانت عبّرت مديرة المهرجان رانيا قمحاوي في كلمة الافتتاح عن أملها أن «يتم توسيع قاعدة المشاركة للعام المقبل، لاستضافة المزيد من الفرق العربية والعالمية وإقامة المزيد من ورشات العمل».

مهرجان عمّان للرقص المعاصر: الجسد أداةً للتعبير
 
30-Apr-2009
 
العدد 74