العدد 74 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
تحتفل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بالذكرى السنوية الستين لتأسيسها، وهناك في هذا المجال بعض الذكريات الأردنية، من خارج أوساط المستفيدين من غوث الوكالة: كانت معونات وكالة الغوث ميداناً للحسد عند من لا يتلقونها، فحليب البودرة مثلاً الذي تعرّف عليه الناس بصفته أحد المكونات التقليدية للمعونة، كان يشكل «صَرْعة» في ذلك الزمان، لأنه بعكس الحليب السائل يدوم على مدار الساعة والسنة ولا ينقطع، وكان يسمى حليب «لاجين» وهي تخفيف لكلمة «لاجئين»، وقد حذف الناس الهمزة كعادتهم في مثل هذه الكلمات بهدف سهولة اللفظ والتداول، وظل الناس لزمن طويل يذهبون الى الدكاكين، ويطلبون من الباعة أن يعطوهم حليب «لاجين». لحليب «اللاجين» متعة خاصة عندما كان يلتهم جافاً، فسرعان ما كانت حبيباته تلتصق بتجاويف الفم وتملأ كل المسامات، مما يصعب حركة الفكين في البداية، وهو ما قد يضطر الواحد منا الى الاستعانة بأحد الأصابع. حتى «بقجة» الملابس المستعملة التي كان يتلقاها اللاجئون، كانت تعد ميداناً للحسد عن الآخرين، ويذكر كاتب هذه السطور أنه عندما كان يطلب قميصاً أو بنطلوناً كانت والدته تصده، وهي تقول: استنى حتى تأتي «بقجة أبوك». |
|
|||||||||||||