العدد 74 - احتباس حراري
 

دعا السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي إيفو دي بوير، مجموعة الدول الصناعية الكبرى، إلى العمل بروح الفريق مع الدول النامية العملاقة، مثل الهند والصين، لنشر التكنولوجيات منخفضة الانبعاثات الكربونية المطلوبة لمكافحة التغير المناخي.

وقال بوير في اجتماع لوزراء بيئة الدول الثماني، في سيراكوزا بإيطاليا الأسبوع الماضي: «لا نستطيع بحث تغير المناخ العالمي من دون مشاركة الدول النامية الكبرى».

يُعدّ اجتماع سيراكوزا، حلقة في سلسلة القمم الدولية المؤدية إلى مؤتمر المناخ في كانون الأول/ديسمبر المقبل في العاصمة الدنماركية، والتي سيُعهد إليها بإيجاد بديل لبروتوكول كيوتو بشأن تخفيض الانبعاثات الغازية الناجمة عن الاحتباس الحراري.

بوير أضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية: «إذا استطاع هذا الاجتماع لمجموعة الثماني أن يؤدي إلى شراكة قوية في التعاون التكنولوجي، فإنه سيرسي أسسا مهمة وثابتة للغاية لتحقيق النجاح في كوبنهاغن في كانون الأول/ديسمبر من هذا العام».

إلى جانب الدول الصناعية الثماني الكبرى، حضر المباحثات في جزيرة صقلية مسؤولون من دول كبرى مسببة للتلوث في العالم، من بينها الصين والهند والبرازيل والمكسيك وإندونيسيا ومصر وجنوب إفريقيا.

وجرت مناقشة اثنين من الموضوعات المهمة في سيراكوزا، هما: تكلفة نشر التكنولوجيا الخضراء، وكيفية المشاركة في تحمل العبء المالي للحيلولة دون التغير المناخي في وقت تعاني فيه الدول من انكماش اقتصادي.

تقترح التقديرات استثمارات بإجمالي 300 مليار دولار ما بين الوقت الحاضر والعام 2050 لمنع درجة حرارة الكرة الأرضية من الارتفاع بمقدار يزيد على درجتين مئويتين، وهي بداية يقول الكثير من الخبراء إنها يمكن أن تُحدث تغيرات خطيرة في التوازن البيئي لكوكب الأرض.

إحدى النقاط الصعبة المهمة في المناقشات التي تسبق مؤتمر كوبنهاغن، هي رفض الدول الفقيرة دفع مقابل للتكنولوجيا المكلفة المطلوبة لوقف الاحتباس الحراري، بيد أن دي بوير قلل من أهمية الحديث عن انقسام كبير بين أغنياء العالم وفقرائه.

وقال: «إذا نظرتم إلى الدول الممثلة هنا، فمن المحتمل أن يكون الهمّ الأساسي لتلك الدول ليس القدر الكبير من المال، ولكن التعاون في مجال التكنولوجيا». وأضاف: « الأمر مرتبط ليس بمنح التكنولوجيا مجانا، وإنما بالعمل معا لتطوير الوسائل التكنولوجية التي يمكن أن تكون جوهر الحل طويل الأمد».

وأشار كبير مفاوضي الأمم المتحدة إلى مليارات الدولارات التي ينفقها الاتحاد الأوروبي كل عام في أبحاث وتطوير التكنولوجيا الخضراء. وقال: «إذا أمكن تحويل ذلك إلى شراكة مع الدول النامية، فإنها قد تكون خطوة مهمة للأمام».

ورحبت وزيرة البيئة الدنماركية كوني هيديجارد، بحضور الدول النامية الكبرى اجتماعَ سيراكوزا، ودعت المجموعةَ لإظهار «القيادة» في مكافحة التغير المناخي.

مناشدة للتعاون في التكنولوجيا منخفضة الانبعاثات مئات المليارات لمنع ارتفاع حرارة الأرض درجتين
 
30-Apr-2009
 
العدد 74