العدد 74 - اعلامي | ||||||||||||||
جهاد عواد اعتمدت يوميات على ما بثته وكالة «بترا» حول زيارة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا إلى الولايات المتحدة، بيد أنها سعت لتعويض ذلك من خلال التركيز على تقارير وتحليلات للزيارة وتوقيتها. وقد وظفت كتابها لتناول جوانب مهمة من الزيارة، فذهبت التحليلات التي سبقت الزيارة للتأشير إلى أهميتها من ناحية التوقيت. في أعقاب اللقاء ركزت التحليلات التي تلت لقاء الملك مع أوباما على ما حملته من دلالات، والبحث في مضامين التصريحات التي أطلقتها القيادة الأميركية الجديدة، حول حل الدولتين والإشادة بالمبادرة العربية. لم توفد اليوميات مراسلين إلى واشنطن، فيما أوفدت «بترا» الزميل فائق حجازين، ومؤسسة الاذاعة والتلفزيون الزميلة إيمان العكور، فكان الاعتماد كلياً على ما يبثه حجازين إلى «بترا» ومن ثم إلى الصحف اليومية، واعتمد التلفزيون على تقارير العكور من واشنطن. هذا الأمر أدى باليوميات إلى الغياب الكلي عن المشهد في واشنطن، والتركيز على عناوين مكرورة مثل «نواب يثمنون» و«أكاديميون يشيدون، وسياسيون يحللون»، وهذه رؤى قديمة، ولا تواكب عصر التطور التكنولوجي، الذي يجعل الخبر أسرع. ولعل عدم قدرة التلفزيون على تسليط الضوء على مفاصل أساسية من اللقاءات في واشنطن، وابتعاد مندوبته عن التحليل لما دار في اللقاء، وعدم تقديم معلومات، أدى إلى عدم وضوح الرؤية في الساحة المحلية، رغم أن اللقاء يحمل دلالات عميقة. جَهد التلفزيون بتسليط الضوء على محاور لقاءات الملك في واشنطن، فاستضاف محللين سياسيين طالما تمت استضافتهم في أوقات سابقة، لتركيز الضوء على محاورالزيارة وتحليل أبعادها، بيد أن ما قامت به إدارة التلفزيون لم ينل ثناء صحفيين وكتاب، واعتبره بعضهم «تغطية متواضعة للقاءات الملك لم تتم بالشكل المناسب والمطلوب»، وفق ما صرح به لـ«ے» كاتب يومي رفض الإفصاح عن اسمه، خشية اعتبار ذلك «تصفية حساب» شخصية مع إدارة التلفزيون. يقول الصحفي إن إدارة التلفزيون بدت غير قادرة على متابعة محاور الخبر ولقاءات الملك، وكذلك التعامل مع الحدث بحنكة إعلامية، لغياب الرؤية الواضحة والشمولية لآلية التعامل مع مثل تلك الأخبار الهامة، مشيراً إلى أن زيارة الملك كانت مناسبة هامة للتلفزيون كي يظهر للمشاهدين أهمية الزيارة واللقاءات التي قام بها الملك، ويسلط الضوء على محاورها وأهدافها، عبر استضافة محللين عرب وأجانب عبر الأقمار الصناعية، يتمتعون بصدقية عالية وبرؤية للأحداث، ولديهم القدرة الكافية للحديث والتعقيب، دون أن يكون حديثهم «معلباً ومكروراً». لم يُجار التلفزيون محطات إخبارية عربية مثل: «العربية» و«الجزيرة»، فكلتا المحطتين قامت ببث المؤتمر الصحفي بين الملك وأوباما على الهواء مباشرة، وكلتاهما حلّلت الحدث وما حمله كلام أوباما، والرسالة العربية التي نقلها الملك للإدارة الاميركية بشكل مفصل وعلى مدار اليوم الذي صادف يوم الثلاثاء الواقع في 21/4. التلفزيون فشل أيضاً، في مجاراة محطات فضائية عربية غير إخبارية مثل: الفضائيات اللبنانية، و«أي ان بي»، في التعامل مع لقاء واشنطن بين الملك وأوباما. «العربية» استضافت أساتذة وسياسيين عرب مقيمين في الولايات المتحدة، إضافة إلى مسؤولين سابقين في الإدارة الأميركية، وهذا ما فعلته أيضاً «الجزيرة» على مدار اليوم الكامل الذي جرى فيه اللقاء. حاولت يوميات تعويض غيابها عن الحدث في واشنطن، من خلال تسليط الضوء على اللقاءات التي أجراها الملك، هناك عبر تقارير صحفية وإخبارية وتحليلات، وهذا ما فعلته يوميات «العرب اليوم، الغد، الدستور، والرأي». بيد أن هذا الأمر لم يكن كافياً، وبخاصة أنه اعتمد الجانب التقليدي، والمحاور ذاتها دون أن يكون لدى السائل والمسؤول على حد سواء علم بما جرى ولم يكونوا على تماس في أرض الحدث. تعاملت اليوميات مع لقاء الملك مع الرئيس الأميركي بوصفه خبراً رئيسياً أساسياً ووحيداً، على صدر صفحاتها الأولى من خلال عناوين لافتة وتنوّع في بنط الخط، إضافة إلى صور للقاء الملك مع أوباما، وإن اختلفت الصور من صحيفة إلى أخرى وفق الرؤية التحريرية للصحف، وحسب مصدر الصور الواردة، بيد أن مضمون الخبر لم يتغير لاعتماد الصحف على مصدر وحيد هو «بترا»، التي ابتعدت بدروها عن نقل ما وراء الخبر وتحليلاته، واكتفت بنقله بوصفه خبراً مجرداً. يُسجل ليوميات مواكبتها للزيارة قبل بدايتها وأثنائها وبعد لقاء واشنطن، من خلال التحليل بأقلام كتابها، وفي هذا نشط كُتّاب في تحليل أهميتها سواء من حيث توقيتها، أو ما حملته من رسائل عربية للإدارة الجديدة في واشنطن. رئيس تحرير «العرب اليوم» طاهر العدوان، كتب ثلاث مقالات قبل بدء الزيارة يوم 14/4 بعنوان (مهمة الملك ستحدد نجاح أو فشل الإدارة الأميركية) قال في إحداها: «من غير الإنصاف الدخول في توقعات ورهانات مبكرة بالفشل والنجاح.. وبالطبع سيكون هناك نجاح مثلما ستكون هناك توقعات بالفشل، لكن ذلك لا يتحدد بمجرد حدوث اللقاء التاريخي»، ومقالة أخرى يوم 22/4 بعنوان «القمة الأردنية الأميركية»، وثالثة يوم 27/4 بعنوان «مبادرة أردنية خطة للمفاوضات»، قال فيه: «لقاء الملك - أوباما، كان لقاء بين ممثل القمة العربية (الملك عبدالله الثاني) وبين رئيس الإدارة الجديدة (باراك أوباما). ونتائج هذا اللقاء تعطي أكثر من مؤشر على أن قضية الشرق الأوسط أصبحت على أجندة الإدارة الأميركية، وأن العام الحالي هو عام اختبار الإرادات عند جميع الأطراف، الولايات المتحدة، الدول العربية، والفلسطينيين، وإسرائيل». الزميلة رنا الصباغ، كتبت ثلاث مقالات متتابعة صدرت كل منها يوم أحد في الصحيفة ذاتها.المقالة الأولى يوم 12/4 بعنوان «هل تُفشل الإدارة الاميركية جهود الملك عبدالله الثاني والعرب مرة أخرى؟»، وأخرى يوم 19/4 بعنوان «لقاء الملك وأوباما: صفحة جديدة في اختبار شراكة واشنطن والعرب»، تبعتها بمقالة ثالثة يوم 26/4 بعنوان «كيمياء تتعزز بين الملك وأوباما وتلاق حول حل الدولتين» قالت فيه: «بالتأكيد، سيضمن الود التراكمي بين الزعيمين وصول صوت الأردن بصورة واضحة إلى واشنطن، التي تستعد لإعلان استراتيجية شاملة حيال التعامل مع ملف الشرق الأوسط الشائك، عقب لقاءات منفصلة الشهر المقبل بين أوباما والرئيسين الفلسطيني محمود عباس، والمصري حسني مبارك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو». وكتب مدير التحرير في «العرب اليوم» فهد الخيطان مقالة يوم 21/4 بعنوان «رهان أردني على التزام أميركي بخطة عملية تفضي إلى حل الدولتين». في «الرأي» كتب صالح القلاب يوم 21/4 بعنوان «لقاء اليوم»، كما كتب طارق مصاروة بعنوان «ضيف البيت الأبيض». وفي «الدستور» كتب باسم سكجها مقالة يوم 26/4 بعنوان «الملك وأوباما»، كما كتب حسين الرواشدة في الصحيفة عينها واليوم ذاته بعنوان: «في مواجهة العقل العربي: خطاب الملك أنموذجاً»، امتدح فيه خطاب الملك بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. أما «الغد» فقد كتب فيها محمد أبو رمّان مقالة بعنوان «لقاء واشنطن»: المهمة الصعبة! «الملك يوظف الدبلوماسية الأردنية بصورة مبدعة لإبقاء ملف التسوية على الطاولة، حتى لا تصبح الحلول الإقليمية التي تهدد الأمن الوطني الأردني، تحصيل حاصل!». كما كتب في الموضوع ذاته جميل النمري يوم 21/4 بعنوان «لقاء الملك مع أوباما والخطّة العربية للأيام القادمة». الملك والملكة عادا من الولايات المتحدة يوم الأحد 26/4 بعد زيارة استمرت أيام التقى جلالته خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبحث معه الخطوات التي يجب اتخاذها لإطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل الصراع، على أساس حل الدولتين وفي سياق الحل الإقليمي الشامل. |
|
|||||||||||||