العدد 74 - استهلاكي
 

لم تسجل أسعار المواد الغذائية انخفاضا في البلدان النامية، رغم وفرة إمدادات الحبوب والهبوط الحاد في الأسعار الدولية للغذاء، بحسب ما كشفت منظمة الأغذية والزراعة (FAO) في أحدث إصدار من نشرتها المعنونة «توقعات المحاصيل وحالة الأغذية».

المنتظَر أن يترتب على حالة الارتفاع المتواصلة لأسعار المواد الغذائية في البلدان النامية، مزيد من المشاق والصعوبات للملايين من السكان الفقراء الذين يعانون بالفعل تحت وطأة الجوع وسوء التغذية.

حتى مع توقّعات انخفاض الإنتاج السنوي العالمي من الحبوب بحدود 3 في المئة هذا العام، مقارنة بأرقام العام الماضي، تشير تنبؤات المنظمة أولياً إلى أن محصول العام 2009 قد يكون ثاني أضخم إنتاج عالمي يسجَّل من قبل لمحاصيل الحبوب. والمرجَّح أن معظم الانخفاض النسبي في محصول القمح سببه تقليص زراعته في البلدان الصناعية استجابة لهبوط الأسعار في السوق الدولية. أما في البلدان النامية، فمن الممكن أن يظل إنتاج القمح على المستوى الجيد الذي تحقق في حصاد العام الماضي.

في تلك الأثناء، تتواصل حالات طوارئ الغذاء في 32 بلدا، رغم المستوى الجيد لإنتاج محاصيل العام 2008 من الحبوب، في العديد من البلدان الأكثر تعرضا في العادة لخطر انعدام الأمن الغذائي.

أرقام قياسية

وفقا لنشرة المنظمة، ما تزال أسعار الحبوب بالغة الارتفاع في البلدان النامية عموما، وفي بعض الحالات وصل الارتفاع إلى مستويات قياسية. أما أكثر المتضررين فهم فقراء المدن، والمزارعون في المناطق الريفية ممن يعانون فعليا من انعدام الأمن الغذائي لاعتمادهم على الأسواق كمصدر وحيد للغذاء. علاوة على ذلك، تكاد حالة الكساد الاقتصادي العالمي الراهنة تُجمد حركة الحوالات المالية من جانب العاملين في الخارج، ممن يعيلون أسرهم الفقيرة في البلدان النامية على الأكثر، ويمثلون سندا اقتصاديا مباشرا لاستهلاكها الغذائي.

يكشف تحليل أسعار المواد الغذائية المحلية في 58 بلدا ناميا، أن أسعار الأغذية في نحو 80 في المئة من الحالات وُجدت أعلى من مستوياتها قبل 12 شهرا، وفي نحو 40 في المئة ظهرت أعلى مما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر. وفي 17 في المئة من الحالات، فاقت تقديرات الأسعار السائدة فعليا أي وقت مضى.

على وجه خاص، تبدو الحالة في إقليم إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بالغة الخطورة، إذ ظهرت الأسعار المحلية للأرز كمحصولٍ أساسي أعلى بكثير مما كانت عليه قبل 12 شهرا في جميع البلدان التي شملها المسح. كما وُجِدت أسعار الذرة، كمحصول رئيسي، أعلى من ذي قَبل في 89 في المئة من البلدان المشمولة بالمسح قياسا على المستويات السائدة منذ سنة واحدة.

كذلك، ظلت أسعار المواد الغذائية على ارتفاعها في الأقاليم الأخرى، بخاصة في قارة آسيا في حالة الأرز، وفي أميركا الوسطى والجنوبية بالنسبة لمحصولين أساسيين، هما: الذرة والقمح.

انخفاض فواتير الواردات

من جهة ثانية، من المتوقَّع طبقا للتقرير الدوري للمنظمة، أن تسجل فواتير استيراد الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، هبوطاً خلال الفترة 2008 / 2009 إلى ما مقداره 28 مليار دولار في المجموع، أي بانخفاضٍ يبلغ 27 في المئة مقارنة بالمستوى القياسي الذي فاق أيّ وقت مضى للموسم السابق، نظرا إلى تراجع الأسعار الدولية للسلع مقرونة بانخفاض أسعار الشحن.

لكن المنظمة تشير في الوقت نفسه إلى أن تباطؤ معدلات كلّ من الواردات التجارية من الحبوب والمعونات الغذائية المقدَّمة من المواد الغذائية، والتي تشكل سببا كامنا وراء تَواصل ارتفاع أسعار المواد الغذائية في البلدان الفقيرة. فبحلول نهاية آذار/مارس 2009، لم يورد أكثر من 45 في المئة من احتياجات استيراد الحبوب في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، لتغطية متطلبات السنة التسويقية التي تختتم في نهاية العام 2009.

رغم انخفاض تكلفة معظم المحاصيل أسعار المواد الغذائية في البلدان النامية على حالها
 
30-Apr-2009
 
العدد 74