العدد 74 - الملف | ||||||||||||||
عطاف الروضان تجاوزنا نقطة التفتيش الرئيسية على مدخل نادي البولو الملكي في منطقة «خو» شرقي مدينة الزرقاء. كان العمل قائما على قدم وساق ظهيرة ذلك اليوم في مشروع لإضافة ملعب عشبي مزروع بـ«النيجيل»، في محاذاة الملعب الرملي القديم. بيّن سكرتير النادي العقيد محمد السمان، الذي التقته ے في مقر النادي، أنه تمت المباشرة في المشروع قبل ثمانية شهور، لأن الملعب العشبي أفضل للخيل وللاعبين، ويفصله عن الاكتمال وصول شحنات النيجيل من أبو ظبي. تعد هذه الإضافة، هي الأولى عملياً للنادي منذ انتقاله من وسط المعسكرات في خو إلى الأطراف حيث «ميدان خاص ممتاز واسطبلات ذات مواصفات عالمية» بحسب السمان. النادي في نسخته الأولى أسسه الضباط الإنجليز في الجيش العام 1944، وكانت المباريات تتم في ميدان المحطة في عمان. وكان العام 1956 هو تاريخ تأسيس نادي البولو الملكي الأردني رسمياً، وكان النقيب توفيق القسوس أول سكرتير للنادي. وقد تم تشكيل أول فريق للبولو العام 1958 بعضوية الضباط: توفيق القسوس، محمد أبو ردن، شفيق جمعيات، محمد مصطفى، ناجي عوض، محمد السمان. ويشير وزير الداخلية الأسبق نذير رشيد في مذكراته إلى أن من بين أبرز لاعبي البولو في تلك الفترة كان الضباط: بطرس الحمارنة، نذير رشيد، وشفيق جميعان. يبيّن السمان دور الشريف جميل بن ناصر في تأسيس موقع للنادي في الزرقاء، وتزويده بخيوله الخاصة الذي كان يضعها تحت تصرف الجيش الذي يخصصها بدوره للنادي. يقول السمان الذي انضم للنادي عند تأسيسه، وكان برتبة ملازم آنذاك إنه في تلك الفترة تحسن وضع النادي وتميز الفريق بخيوله العربية الأصيلة التي تختلف عن الخيول الأجنبية المدربة خصيصاً لهذه الرياضة. ويؤكد السمان «تحولنا إلى الخيول الأرجنتينية الممتازة الأشهر في تميزها برياضة البولو على مستوى العالم، بعد تبرع الملك حسين بخيولنا التي كانت تحت رعايته للفريق الإيراني، إثر إبداء إعجابهم بها بعد مباراة جمعت الفريقين وطلبوا شراءها». بعد ذلك أصبح النادي يمتلك خيلاً خاصة به، موّلده من الخيول الأرجنتينية التي تم شراؤها وفحل عربي بربري كان هدية من الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد العام 1970، وهو ذات العام الذي شهد انضمام الأمير حسن رئيسا فخريا للنادي، وهو كان وما زال عضوا فعالاً ومن دعائم رياضة البولو. خاض النادي عدة مباريات خارجية وداخلية تفوق في معظمها، وأهم الدول التي تنافس معها هي : إيران، مصر، إنجلترا، المغرب، قبرص، ولبنان. ويسرد السمان تفاصيل مباراة مهمة جرت في نهاية السبعينيات خاضها فريق النادي الذي كان يترأسه الأمير حسن ضد فريق رويال غارد البريطاني، الذي كان يترأسه الأمير تشارلز. يقول السمان: «قدم البريطانيون لنا خيولا لم تكن مدربة جيداًَ على لعبة البولو، وقام نذير رشيد، وزير الداخلية الأسبق وعضو النادي، باستئجار خيول من لاعبين محترفين، دون علم البريطانيين، كما قدم لنا لاعبون عرب كانوا في بريطانيا بعض الخيول، وانتهت المباراة لصالحنا 5/3». كانت مباريات البولو مناسبات ترفيهية رياضية تجمع عائلات الجيش وأصدقائهم وأبناء الزرقاء الذين كانوا يتوافدون إلى «خو» لحضورها ويحرصون على متابعتها. يتكون فريق البولو الحالي من أبناء الضباط في الجيش، كابتن الفريق الأمير راشد، ومستواه، كما يراه السمان، متقارب مع والده، «سيكون مماثلا له عندما يكتسب خبرته نفسها، أما الأمير حمزة، الذي أنضم مؤخراً للفريق، فلديه رغبة شديدة للتميز ‘لو بصحله يلعب بالبيت ما بيقصر’»، يقول السمان. وما زال المجال مفتوحا أمام المدنيين وأبنائهم الراغبين في الانضمام للفريق والحصول على العضوية مقابل دفع اشتراك 36 ديناراً بعد حصوله على موافقة الهيئة العامة. لكن العائق أمام فتح المجال بهذا الاتساع هو الكلفة العالية للعبة البولو، حيث يكلف الحصان الواحد بحسب ما يفصل السمّان «ما بين طعام وعناية وسايس ما بين 200-250 ديناراً، مع الأخذ في الحسبان أن لكل لاعب في الفريق أربعة خيول، كل حصان يلعب شوطا واحدا فقط، من أصل أربعة أشواط هي مجموع مباراة البولو، بالإضافة إلى حصان واحد احتياط» . ويتكون فريق البولو من أربعة لاعبين ولاعب احتياط، يتشكل المنتخب الأردني للبولو من أفضل أربعة لاعبين من فريقين تابعين لنادي البولو الملكي بحيث تجري المباريات بينهما للتدريب المستمر بواقع مرتين أسبوعياً. هناك رغبة وأمل في المستقبل القريب لتشكيل فريق بولو سيدات لفتح المجال أمام الراغبات في هذه اللعبة وعددهن لا بأس به، لكن للأسف «ما نزال نعيش وفق تقاليد وعادات تستهجن ذلك!!» كما يرى السمان. هناك مساهمات فردية من أعضاء النادي كالأميرين الحسن وراشد، ونذير رشيد الذي تبرع بما يزيد على 15 حصاناً حتى الآن، إلا أنه من دون مساهمة الجيش ومساعدته المادية واللوجستية «لما استطاع النادي الاستمرار، حيث يقدم الرعاية للخيول التي هي أصلاً من مخصصاته، ورواتب للعاملين في النادي بعدد متحرك بين 55 - 60 عاملاً معظمهم مدنيون». |
|
|||||||||||||