العدد 74 - الملف
 

دلال سلامة

محطة الخربة السمراء

بعد سنوات طويلة من المعاناة، تم في نهاية العام 2008، تشغيل محطة الخربة السمراء الجديدة، لمعالجة مياه الصرف الصحي، ليسدل، كما هو مفترض، الستار على المحطة القديمة، التي كانت أنشئت في العام 1985، بطاقة استيعابية مقدارها 68 ألف متر مكعب. ولكنها فقدت، مع التزايد الهائل في أعداد السكان في مناطق عمان والزرقاء والرصيفة، قدرتها على معالجة كميات مياه الصرف الصحي المتدفقة، وهي كميات كانت تصل إلى 222 ألف متر مكعب يوميا.

المحطة الجديدة التي ساهمت وكالة الإنماء الأميركية بنحو 50 في المئة من كلفتها، وتعمل بطاقة 268 ألف متر مكعب يوميا، وبنسبة إزالة جرثومية تصل إلى 98 في المئة، لم تتخلص، كما يبدو، من الآثار السلبية للمحطة القديمة، ذلك أن المسح الميداني الذي قامت به، في شباط من العام الجاري، وزارة البيئة بالتعاون مع الاتحاد العالمي لحماية البيئة ومؤسسة ميرسي كور، أشار إلى أن «جزءا من المياه غير المعالجة يتم إرسالها إلى المحطة القديمة، حيث تخرج دون مراقبة كمية أو نوعية إلى المزارعين المحيطين بالمخرج القديم».

التقرير نبّه إلى أن الأحواض في المحطة القديمة مليئة بالمخلفات العضوية، ما أدى إلى انتشار الحشرات بأعداد كبيرة.

مدير بيئة محافظة الزرقاء عبد المجيد خابور، أكد أن وزارة البيئة خاطبت من خلال كتب رسمية شركة السمراء، وهي الشركة المكلفة بإدارة المحطة، وطلبت منها الكف عن تزويد المزارعين بالمياه غير المعالجة.

رئيس جمعية البيئة في لواء الهاشمية اطحيمر الزيود، قال إنه زار المنطقة، وعاين الوضع بعينه: «لقد رأيت بنفسي المياه العادمة التي تضخ إلى المزارعين هناك. كانت هناك روائح كريهة جدا، وأعداد هائلة من الحشرات».

مصفاة البترول

عندما يتعلق الأمر بمصفاة البترول، فإن أهالي الزرقاء لا يطمحون إلى ردّ القضاء، بل إلى اللطف فيه، ذلك أن المصفاة الرابضة على أرضهم منذ العام 1961، تبث في هواء الزرقاء أطنانا من الانبعاثات السامة يوميا. أهالي الزرقاء لا يطالبون المصفاة بأكثر من تركيب وحدة لمعالجة الكبريت، الأمر الذي يخفف من سمية الانبعاثات الصادرة عنها.

رئيس جمعية البيئة في الهاشمية اطحيمر الزيود، يقول إنه وفق تقارير رسمية، فإن المصفاة تطرح يوميا في الجو ما يقارب 33 طنا من ثاني أكسيد الكبريت، فضلا عن أكاسيد الكربون، والنيتروجين، والهيدروكربونات المتطايرة.

منذ سنوات والحكومة تطالب شركة المصفاة بتركيب وحدة المعالجة، وقد أصدرت رئاسة الوزراء قرارا في العام 2007، يلزمها بذلك.

مدير المصفاة عبد الكريم العلاوين، قال في تصريحات صحفية له في كانون الثاني/ يناير من العام الجاري إنه سيتم الانتهاء هذا العام من طرح عطاء إنشاء وحدة استخلاص الكبريت وفقا لأحدث المواصفات التقنية الحديثة، ومن المتوقع أن تباشر الوحدة عملها بحلول العام 2012.

لكن الزيود ليس متفائلا، ويرى أن شركة المصفاة هي شركة ربحية «يمكن للشركة الاستفادة من الكبريت المستخلص، ولكن المماطلة طيلة هذه السنوات، كانت لأن المردود المادي لا يغطي كلفة إقامة وحدة المعالجة».

غبار الفوسفات

رغم أن شركة الفوسفات، التي بدأت أعمال التنقيب في عهد الإمارة، قد أوقفت منذ العام 1986 أعمال التعدين في الرصيفة، فإن مخلفاتها من حفر تعدين، وتلال من التراب المختلط بالفوسفات، ما زالت قائمة في المنطقة المحصورة ما بين أوتوستراد عمان – الزرقاء، وشارع الملك عبد الله الثاني، مضيفة بذلك بؤرة جديدة إلى بؤر التلوث في المدينة.

إضافة إلى ما أدت إليه عمليات التعدين من إزالة للغطاء النباتي، وتغيير في تضاريس المنطقة، فإن المخلفات تسهم في تلويث الهواء، بتتطايرها إلى ارتفاعات عالية.

مدير بيئة محافظة الزرقاء عبد المجيد خابور، يؤكد أن الحكومة بصدد تأهيل المنطقة وإزالة تلال التراب منها.

الخربة، المصفاة والبوتاس: بؤر تلوث
 
30-Apr-2009
 
العدد 74