العدد 74 - الملف
 

ابراهيم قبيلات

أنجبت الزرقاء أحد أشهر التكفيريين السلفيين على مستوى العالم بعد المتمول السعودي أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظواهري.

أحمد فضيل نزّال الخلايلة، المعروف باسم أبو مصعب الزرقاوي، سليل «بني حسن»، وهي من أكبر عشائر الأردن، بدأ حياته مواطنا عاديا كان يميل إلى الجنحة والتبطل، قبل أن يتغير مسار حياته فيبدأ في تجييّش عشرات المقاتلين وإرسالهم إلى أفغانستان ثم العراق بعد الاحتلال الأميركي له العام 2003.

ولد في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1966، في الزرقاء وقتل في حزيران/يونيو 2006 في غارة أميركية على مخبئه في مدينة بعقوبة شمال بغداد.

ترك الزرقاوي خلفه زوجتين وأربعة أطفال؛ أمينة، روضة، محمد، ومصعب.

سافر إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن العشرين للمشاركة في ما عرف آنذاك بالجهاد ضد القوات السوفييتية هناك. فقد الزرقاوي إحدى ساقيه أواخر العام 2001 خلال الحرب التي شنتّها الولايات المتحدة ضد نظام طالبان في أفغانستان. عاد بعد ذلك إلى المملكة ليدخل السجن في إطار تنظيم تكفيري، ضم ما سمي آنذاك الأفغان العرب،أي أولئك العرب الذين ساهموا في «الجهاد» في أفغانستان قبل أن يعودوا إلى بلادهم.

تأثرت شعبيته كثيرا بعد أن أعلن مسؤوليته عن التفجيرات الثلاثية التي أودت بحياة 60 شخصا في ثلاثة فنادق عمّانية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2005.

وقد أظهرت ذلك نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية خلال الفترة من 18-23/6/2006، حول مقتل أبي مصعب الزرقاوي. ففي ذلك الاستطلاع الذي نفذ على عينتين: وطنية بلغ حجمها مكتملة 1104 مستجيبين موزعين على مناطق المملكة كافة، وقادة رأي، بلغ حجم عينتهم المكتملة 612 مستجيباً موزعين على سبع فئات، أفاد 45.7 في المئة من مستجيبي العينة الوطنية بأن ردة فعلهم تجاه موت الزرقاوي عندما علموا بها كانت إيجابية، بمعنى أنهم شعروا بالفرح، والأمان، والراحة، والفخر، والتفاؤل. بينما أفاد 30.3 في المئة من أفراد العينة بأن ردة فعلهم كانت سلبية حين علموا بموت الزرقاوي؛ بمعنى أنهم شعروا بالغضب، والحزن، والإحباط، والزعل. وكانت ردة فعل 16.8 في المئة من المستجيبين، محايدة؛ بمعنى أنهم لم يشعروا بشيء، أو أنهم كانوا غير مهتمين، أو محايدين، أو غير معنيين.

أسس ما سمي «تنظيم التوحيد والجهاد» قبل أن يتزعم «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» الذي كان يقوم بأعمال عنف في العراق مستهديا بمعلمه أسامة بن لادن بعد أن بايع الأخير أميرا للجماعة. وظل على رأس ذلك التنظيم حتى مقتله.

دفن في العراق فيما أقامت عائلته عزاء أثار جدالاً، حين اعتبر النائب الإسلامي محمد أبو فارس الذي كان بين أربعة نواب زاروا بيت العزاء، وهم: علي أبو السكر وإبراهيم المشوخي وجعفر الحوراني، أن الزرقاوي مات شهيدا، مشكّكا بشهادة ضحايا تفجيرات عمان.

كان الزرقاوي يعلن مسؤوليته عبر رسائل صوتية أو مرئية عن العديد من الهجمات في العراق من بينها تفجيرات انتحارية وإعدام رهائن.

مكث سبع سنوات في السجون الأردنية، وداخلها التقى بالمُنَظِّر السلفي الجهادي أبو محمد المقدسي، الذي كان مسجونا آنذاك بتهمة التخطيط لمهاجمة إسرائيل.

خرج بعفو ملكي العام 1999، عاد بعدها إلى أفغانستان حتى أوائل العام 2000.

مذ ذلك التاريخ، حكم على الزرقاوي بالإعدام غيابيا عدّة مرات، وسحبت منه الجنسية الأردنية.

لزرقاوي: طريق الشهرة من كابل إلى واشنطن
 
30-Apr-2009
 
العدد 74