السجل - خاص

تأسست مدينة الحجاج في العام 1963، لتكون ممراً لقاصدي الحج عبر الأردن، وفي أواخر ثمانينيات القرن الماضي تحولت إلى حاضنة للجماعات الجهادية. يقول حسن أبو هنية خبير في الشأن الإخواني لـ«ے» : «المنهج العام لهذه المدينة دعوي أسلامي، لكنها قد توصف بأنها «حاضنة» أو «معبر» لمن يتلقى بعض العلوم الإسلامية ثم يتجه إلى أعمال سياسية وجهادية أخرى، وخير دليل على ذلك عمر محمود محمد عثمان الملقب (أبو قتادة)» والذي يقول أبو هنية إنه «التزم في ثمانينيات القرن الماضي بالتبليغ، لكنه ما لبث أن تحول إلى الجماعات الجهادية».

وأبو قتادة المولود في بيت لحم ويحمل الجنسية الأردنية، اعتقل في بريطانيا مرات عدة، وهو مسجون منذ كانون الأول/ديسمبر العام 2008لخرقه شروطَ إطلاق سراحه الذي حصل عليه في أيار/مايو من العام نفسه. وهو يقيم في لندن منذ 1993. وسبق أن حُوكم مرتين في العام 1998 و2000 من قبل محكمة أمن الدولة في الأردن، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة لإدانته بأنشطة إرهابية وعلاقاته مع تنظيم القاعدة.

ومن الجدير ذكره، أن جمعية رعاية شؤون الحج للتنمية الاجتماعية «مدينة الحجاج» تأسست برئاسة ضيف الله الحمود الخصاونة، الذي استمر في رئاستها لغاية العام 2001. وهي تتبع لاتحاد الجمعيات الخيرية لمحافظة الزرقاء.

ويقدر رئيس بلدية الرصيفة موسى علي السعد الخلايلة عدد أفراد الهيئة العامة للمدينة بنحو 431 شخصاً، وتقع أرض الجمعية في منطقة المشيرفة الواقعة على شارع الملك حسين (عمان - الزرقاء) مقابل مخيم حطين، وهي أراض ذات جذب استثماري وصفتها التنظيمية هي مبانٍ عامة «تجاري وحرفي»، ومعظم الأراضي مؤجرة لمدد تصل 99 عاماًً.

تبلغ مساحة الأرض المملوكة للجمعية نحو 300 دونم مربع، والأراضي المستثمرة 229 دونماً مربعاً لمهن وحرف متنوعة، وتبلغ قيمة الإيرادات السنوية نحو 70 ألف دينار.

ويضيف السعد الذي ترأس البلدية ثلاث دورات انتخابية وعين في الرابعة تعيينا، أن «الجمعية تهدف إلى العناية بشؤون الحجاج القادمين عبر المملكة إلى الديار المقدسة، وتسهيل زيارة الأماكن المقدسة من خلال الاتصال بالهيئات والمؤسسات الرسمية المختلفة، وإيجاد مراكز تجميع الحجاج في العاصمة والمراكز الأخرى، ونشر الدعوة الإسلامية، وتأسيس مراكز ومؤسسات تهدف إلى تقديم خدمات اجتماعية وصحية».

ومن كبار المستثمرين فيها: ضيف الله الحمود، عبد القادر نمر صالح، عمر عصام الغزاوي، عبد القادر عقيلان.

تتكون مدينة الحجاج من مسجد كبير بطابقين وساحات ومرافق واسعة، وكان المقصود منها أن تكون إحدى استراحات الحجاج المارين من الأردن؛ لكن بعد تغير الطريق وافتتاح طريق الأوتوستراد لم تعد المدينة على طريق الحجاج، فاستخدمت مع بدايات الثمانينيات مركز الجماعة الدعوة (جماعة التبليغ) ومقرها الرئيسي باكستان.

يقول محمد الحاج، النائب في الكتلة الوطنية الديمقراطية: «بدأ أعضاء هذه الجماعة يأتون من أنحاء العالم كافة، ويجتمعون في «مدينة الحجاج»، ويقيمون فيها المؤتمرات، وتنطلق منها المجموعات الدعوية، وهي لا تتدخل بالسياسة مطلقاً، ولا تتبنى أية أفكار جهادية، وتكتفي بدورها الدعوي الإسلامي العام».